فإن رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل وتبعث إلي الحسين في هذا الجيش من أشراف أهل الكوفة من لست بأغنى ولا أجزأ عنك في الحرب منه فسمى له ناسا فقال له ابن زياد لا تعلمني بأشراف أهل الكوفة فسلت استأمرك فيما أريد أن أبعث إن سرت بجندنا وإلا فابعث إلينا بعهدنا قال فلما رآه قد لج قال فإني سائر قال وأقبل في أربعة آلاف حتى نزل بالحسين قال أبو مخنف (1) حدثني المجالد بن سعيد الهمداني والصقعب بن زهير أنهما التقيا مرارا ثلاثا أو أربعا حسين وعمر بن سعد قال فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد أما بعد فإن الله قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة فهذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى أو أن نسيره إلى ثغر من الثغور (2) فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه وفي هذا لكم رضى وللأمة صلاح قال فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال هذا كتاب ناصح لأميره مشفق على قومه نعم قد قبلت قال فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعز ولتكونن أولى بالضعف والعجز فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن ولكن لينزل على حمكك هو وأصحابه فإن عاقبت فأنة ولي العقوبة وإن غفرت كان ذلك لك والله لقد بلغني أن حسينا وعمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل فقال له ابن زياد نعم ما رأيت الرأي رأيك قال أبو مخنف (4) فحدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال ثم إن عبيد الله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له اخرج بهذا الكتاب إلى
(٥١)