من أهل الكوفة يسير بهم إلى دستبى (1) وكانت الديلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها فكتب ابن زياد عهد على الري فأمره بالخروج فخرج فعسكر بالناس بحمام أعين (2) فلما كان من أمر الحسين ما كان وأقبل إلى الكوفة دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال له سر إلى الحسين فإذا فرغنا مما بيننا وبينه سرت إلى عملك فقال له عمر بن سعد إن رأيت أن تعفيني فافعل فقال عبيد الله نعم على أن ترد علينا عهدنا قال فلما قال له ذلك قال له عمر بن سعد أمهلني اليوم أنظر قال فانصرف عمر فجعل يستشير نصحاءه (3) فلم يكن يستشير (3) أحدا إلا نهاه قال وجاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن أخته فقال أنشدك الله يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربك وتقطع رحمك فوالله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلها لو كان خير لك من أن تلقى (4) الله بدم الحسين فقال عمر بن سعد فإني أفعل إن شاء الله قال هشام (5) حدثني عوانة بن الحكم عن عمار بن عبد الله سنان (6) الجهني عن أبيه قال دخلت على عمر بن سعد وقد أمر بالمسير إلى الحسين فقال لي إن الأمير أمرني بالمسير إلى الحسين (7) فأبيت ذلك عليه قال فقلت له أصاب الله بك أرشدك الله أجل فلا تفعل ولا تسر إليه قال فخرجت من عنده فأتاني آت فقال هذا عمر بن سعد يندب الناس إلى الحسين قال فأتيته فإذا هو جالس فلما رآني أعرض بوجهه فعرفت أنه قد عزم على المسير إليه فخرجت من عنده قال فأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد فقال أصلحك الله إنك وليتني هذا العمل وكتبت لي العهد وسمع به الناس
(٥٠)