تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٤١٥
قال فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك فقال لا تبكوا علينا من كان باكيا فليخرج ألم تسمعوا ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعذب الميت ببكاء أهله عليه [9823] فمن أجل ذلك كان عبد الله بن عمر لا يقر أن يبكي عنده على هالك من ولده ولا غيرهم وكانت عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) تقيم النوح على الهالك من أهلها فحدثت بقول عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت يرحم الله عمر بن الخطاب وابن عمر فوالله ما كذبا ولكن عمر وهل إنما مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قوم يبكون على هالك لهم فقال إن هؤلاء يبكون وإن صاحبهم ليعذب وكان قد اجترم ذلك [9824] أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا سهل بن بشر بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد الجمحي نا أبو الوليد نا أبو عوانة (1) نا حصين بن عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن ميمون أنه رأى عمر بن الخطاب قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال يخاف أن تكون حملتما الأرض ما لا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة وما فيها كثير (2) فضل فقال انظر أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق فقالا لا فقال لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن بعدي إلى أحد قال فما أتت عليه إلا أربعة حتى أصيب قال عمرو بن ميمون وإني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قام بينهما فإذا رأى خلالا قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر قال وربما قرأ بسورة يوسف أو بالنحل في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس قال فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني الكلب أو أكلني الكلب حين طعنه قال وطار العلج بسكين ذي طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا فمات منهم تسعة (3) فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وأخذ عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فأما من يلي عمر

(١) من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / 672 - 673 وقارن مع ما ورد في طبقات ابن سعد 3 / 337 - 338.
(2) في ابن سعد وأسد الغابة: كبير فضل.
(3) كذا بالأصل، وم، و " ز "، وابن سعد، وفي أسد الغابة: سبعة.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»