تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٤٠٤
قال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه لولا ثلاث لتمنيت الموت الجهاد في سبيل الله وأنا أرجوه والسجود لله عز وجل وأن أجالس أقواما يلتقطون جيد الكلام كما يلتقط القوم جيد التمر إذا وضع بين أيديهم أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم وأنبأنا أبو الفتح الحداد أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله قالا أنا سليمان بن أحمد نا هيثم بن خلف الدوري نا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي نا أبي نا شريك عن عبد الله عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبته إن في جنات عدن قصرا له خمسمائة باب على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبي ثم نظر إلى قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقال هنيئا لك يا صاحب القبر ثم قال أو صديق ثم التفت إلى قبر أبي بكر فقال هنيئا لك يا أبا بكر ثم قال أو شهيد ثم أقبل على نفسه فقال وأنى لك الشهادة يا عمر ثم قال إن الذي أخرجني من مكة إلى هجرة المدينة لقادر أن يسوق إلي الشهادة قال ابن مسعود فساقها الله إليه على يد (1) شر خلقه مجوسي عند مملوك للمغيرة قال سليمان بن أحمد لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا شريك تفرد به محمد بن الحسن أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن مجالد عن الشعبي عن عوف بن مالك الأشجعي أنه رأى رؤيا زمان أبي بكر باليمن فلما قدم قصها على أبي بكر وعمر يسمع فقال ما هذا فلما ولي دعاه فسأله فقال أولم تكذب بها قال لا ولكني استحييت من أبي بكر فقصها عليه فقال رأيت كأن عمر أطول الناس وهو يمشي فوقهم فقلت أنى هذه فقيل إنه لا يخاف في الله لومة لائم وإنه أمير المؤمنين وإنه يقتل شهيدا فقال وكيف لي بالشهادة

(1) استدركت اللفظة عن المختصر، وهي بدورها مستدركة بين معكوفتين في المختصر.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»