تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٤١٦
فقد رأى الذي رأيت وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى عبد الرحمن بالناس صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال يا ابن عباس انظر من قتلني قال فجال ساعة ثم قال غلام المغيرة بن شعبة فقال الصنع (1) قال نعم قال قاتله الله لقد كنت أمرت له بمعروف (2) ثم قال الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال ابن عباس إن شئت (3) قال بعدما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم قال فاحتمل إلى بيته قال فكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ قال فقائل يقول نخاف عليه وقائل يقول لا بأس قال فأتي بنبيذ فشرب منه فخرجت من جرحه (4) ثم أتي بلبن فشرب منه فخرج من جرحه (4) قال فعرفوا أنه ميت قال فولجنا عليه وجاء الناس يثنون عليه قال وجاء رجل شاب فقال فقلت أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله قد كان لك من صحبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقدم الإسلام ما قد علمت ثم استخلفت فعدلت ثم شهادة فقال يا ابن أخي وددت أن ذلك كفافا لا علي ولا لي فلما أدبر الرجل إذا إزاره يمس الأرض فقال ردوا علي الغلام يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أتقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحو ذلك فقال إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فاسأل في بني عدي بن كعب فإن لم تف أموالهم فاسأل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني اليوم لست للمؤمنين بأمير فقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه قال فسلم ثم استأذن فوجدها تبكي فقال لها يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فقالت قد كنت أريده لنفسي ولأؤثرنه اليوم على نفسي قال فجاء فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء فقال ارفعاني فأسنده إليه رجل فقال ما

(1) في ابن سعد: فقال: غلام المغيرة بن شعبة الصناع، قال: وكان نجارا.
(2) في أسد الغابة: لقد أمرت به معروفا.
(3) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي أسد الغابة: ان شئت فعلت، اي: ان شئت قتلنا، فقال: كذبت...
(4) في أسد الغابة: من جوفه.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»