تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٩٨
فحججن في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب قالت فلما ارتحل عمر من الحصبة من آخر الليل أقبل رجل يسير فقال وأنا أسمع أين كان أمير المؤمنين نزل قال فقال له قائل وأنا أسمع هذا كان منزله فأتى منزل عمر ثم رفع عقيرته يتغنى فقال: (1) عليك السلام (2) من أمير وباركت * يد الله في ذاك الأديم المحرق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة * ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها * بوائج (3) في أكمامها لم تفتق (4) فلما سمعت ذلك قالت قلت لبعض أهلي اعلموا علم هذا الرجل فانطلقوا إليه ليسألوه فلم يجدوه في مناخه قالت عائشة فوالله إني لأحسبه من الجن حتى إذا قتل عمر نحل الناس هذه الأبيات جماع بن ضرار أو شماخ بن ضرار (5) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا محمد بن عقيل بن أحمد بن بندار الكريدي أنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف أنا أبو زرعة نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عن أمه أم كلثوم بنت أبي بكر أنها أنها أخبرته أن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرتها أن عمر بن الخطاب أذن لأزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) يحججن في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب قال فلما ارتحل عمر من الحصبة آخر الليل أقبل رجل يسير فقال وأنا أسمع أين كان مناخ أمير المؤمنين قالت فقال له قائل وأنا أسمع هذا كان منزله فأناخ في منزل عمر وقال عقيل في منزله ثم رفع عقيرته يتغنى فقال

(1) اختلفوا في نسبة الأبيات فقيل انها للشماخ، وقيل لأخيه مزرد (أسد الغابة)، والبيت الأول في الشعر والشعراء منسوبا إلى جزء بن ضرار أخي الشماخ. وقيل إنها لعاصم الأسدي. وانظر ما سنلاحظه بشأنها في مواضعه في الاخبار التالية.
(2) ابن سعد: عليك سلام من امام.. المخرق. وفي أسد الغابة: جزى الله خيرا من أمير وباركت... الممزق.
(3) في أسد الغابة والطبقات لابن سعد: بوائق.
(4) الأصل: " يعتق " والمثبت عن " ز "، واعجامها مضطرب في م.
(5) كذا ورد هنا، انظر ما مر بشأن نسبة هذه الأبيات، وانظر لاحقا ما سيأتي بهذا الشأن.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»