تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٦٦
المفتري ثم قال إن خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر ثم عمر أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعربي نا الغلابي وهو محمد بن زكريا نا بشر بن حجر السامي (1) نا حفص بن عمر الدارمي عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو عن سويد بن غفلة (2) قال مررت بقوم من الشيعة يشتمون أبا بكر وعمر وينتقصونهما (3) ولولا أنهم يعلمون أنك تضمر على ذلك ما اجترءوا عليه فقال علي معاذ الله أن أضمر لهما إلا على الجميل ألا لعنة الله على الذي يضمر لهما إلا على المضي عليه ثم نهض دامع العين يبكي ينادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس وإنه لعلى المنبر جالس وإن دموعه لتحادر (4) على لحيته وهي بيضاء ثم قام فخطب خطبة بليغة موجزة ثم قال ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش وأبوي المسلمين بما (5) انا عنه متنزه ومما يقولون برئ وعلى ما يقولون معاقب فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا كل مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا كل فاجر بذئ أخوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحباه ووزيراه يأمران وينهيان فما يغادران فيما يصنعان رأي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يرى كرأيهما رأيا ولا يحب كحبهما حبا فقبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهما راض وولى أبا بكر الصلاة فصلى بنا أياما على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما قبض الله رسوله (صلى الله عليه وسلم) ولاه المسلمون الزكاة وليها لأنهما (6) مقرونتان في كتاب الله عز وجل فكنت أول من لبا عبد المطلب وهو لذلك كاره يود لو أن بعضنا كفاه فكان والله خير من بقي أرأفه رأفة وأرحمه رحمة وأنفسه ورعا شبهه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بميكائيل رأفة ورحمة وبإبراهيم عفوا ووقارا فسار فينا سيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما قبضه الله عز وجل صير الأمر

(١) بالأصل و " ز ": " الشامي " والمثبت عن م.
(٢) بالأصل وم: عفلة، وفي " ز ": عقلة، وكلاهما تصحيف والصواب ما أثبت. ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / 215.
(3) زيد بعدها في المطبوعة - وسقطت هذه الزيادة من الأصل وم و " ز ":
فاتيت على علي بن أبي طالب، فقلت: يا أمير المؤمنين، اني مررت بقوم من الشيعة يشتمون أبا بكر وعمر، وينتقصونهما.
(4) كذا بالأصل وم و " ز ".
(5) بالأصل: " فما " والمثبت عن م و " ز ".
(6) تقرأ بالأصل وم: " لأقرهما " وفي " ز ": " لا فوهبا مقرونتان " والمثبت يوافق رواية المطبوعة.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»