تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٥٥٢
وإن الصفين ليترأيان بعدما اختلط الكلام (1) فقال له سعيد أمير المؤمنين قال نعم قال سبحان الله أما تخاف أن يقتلك أحد قال لا إنه ليس من عبد إلا ومعه حفظة من أن يصيبه حجر أو يخر من جبل أو يقع أو يصيبه دابة حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه وأظن عمرا هذا هو أبو بصير بهذا أخبرنا أبو غالب أيضا أنا محمد بن علي أنا أحمد بن إسحاق نا محمد بن أحمد بن يعقوب نا أبو داود نا داود بن أمية نا مالك بن سعير (2) نا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي بصير قال كنا جلوسا حول سيدنا الأشعث بن قيس إذ جاء رجل بيده عنزة فلم يعرفه وعرفه قال أمير (3) المؤمنين قال نعم قال تخرج هذه الساعة وأنت رجل محارب قال إن علي من الله جنة حصينة فإذا جاء القدر لم يغن شيئا إنه ليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملك ولا تريده دابة ولا شئ إلا قال اتقه اتقه فإذا جاء القدر خلا عنه قال ونا أبو داود نا محمد بن بشار نا عبد الرحمن نا زائدة بن قدامة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن يعلى بن مرة قال كان علي يخرج بالليل إلى المسجد ليصلي تطوعا وكان الناس يفعلون ذلك حتى كان شبث الحروري فقال بعضنا لبعض لو جعلنا علينا عقبا يحضر كل ليلة منا عشرة فكنت في أول من حضر فألقى درته ثم قام يصلي فلما فرغ أتانا فقال ما يجلسكم قلنا نحرسك فقال من أهل السماء قال فإنه لا يكون في الأرض شئ حتى يقضى في السماء وإن علي من الله جنة حصينة فإذا جاء أجلي كشف عني وإنه لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه ليكن ليصيبه قال ونا أبو داود نا محمد بن كثير نا همام عن عطاء بن السائب عن يعلى بن مرة قال ائتمرنا أن نحرس عليا كل ليلة عشرة قال فخرج فصلى كما كان يصلي ثم أتانا

(١) كذا بالأصل وفي المطبوعة: الظلام.
(٢) الحرف الأخير من اللفظة لم يظهر في الأصل والمثبت عن المطبوعة. ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / 401 طبعة دار الفكر.
(3) اللفظة غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت ويجوز: أأمير.
(٥٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 ... » »»