تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٤٣٠
أحدهما ينال (1) الحق أو بعضه وهو ضعيف والاخر يجوز (2) الحق ويبعد منه وهو قوي وقوله وإن جرعة شروب أنفع من عذب موب والشروب من الماء هو الملح (3) الذي يشربه الناس إلا عند الضرورة والموبى (4) الضار المدخل في الوباء وهو المرض والحرف مهموز فترك همزته لتقابل به الحرف الذي قبله وهذا أيضا مثل ضربه لرجلين أحدهما أرفع وأضر والاخر أدون وأنفع وقوله فإن الحيلة بالمنطق أبلغ من السيوف في الكلم يريد أن القليل من القول مع التلطف فيه أبلغ من الهذر وكثرة الكلام بغير رفق ولا تلطف والسيوب ما سيب وخلي أن يساب أي يذهب ومنه سمي الرجل السائب وقوله لا تفلوا المدى بالاختلاف بينكم أي لا تغلوا حدكم بالاختلاف وضرب المدى مثلا وهي جمع مدية والفلول تكسر يصيب حدها وقوله ولا تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم أي توجدوه الوتر في أنفسكم يقال وترت فلانا أصبته بوتر وأوترته أوجدته ذلك أي أظفرته به (5) والثار العدو لأنه موضع الثار وقوله تولتوا أعمالكم أي تنقصوها يريد إنه كانت لهم مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعمال في الجهاد فإذا هم تركوه واختلفوا نقصوها وفيه لغتان يقال لاته يليته ليتا إذا نقصه وبهذه اللغة ورد قول الله " لا يلتكم من أعمالكم شيئا " (6) وكان من دعاء أم هاشم السلولية الحمد لله الذي لا يلات ولا يعات ولا تشتبه عليه الأصوات واللغة الأخرى ألات يليت وبهذه اللغة ورد قول الله " وما ألتناهم من عملهم من شئ " (7) والحرف في الحديث تولتوا كأنه من أولت يولت أو الت يؤلت إن كان مهموزا ولم أسمع بهذه اللغة إلا في هذا الحديث وقوله فبنهيه يرعون أيكفون يقال ورعت فلانا عن كذا فتورع وورع إذا كانت كففته فكف ومنه الورع في الدين وقوله قلدوا أمركم رحب الذراع فيما ينزل (8) أي واسع الذراع عند الشدائد يجود ويعطي ويبسط يديه بالعطاء

(1) تقرأ بالأصل وم: يبال: والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(2) رسمها بالأصل وم: (- حور) والمثبت عن المختصر.
(3) كذا بالأصل وم والمختصر وفي المطبوعة: المالح.
(4) الأصل وم: أو الموبي والمثبت عن المختصر.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة.
(6) سورة الحجرات الآية: 14.
(7) سورة الطور الآية: 21.
(8) غير واضحة بالأصل وفي م والمختصر: نزل.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»