تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٣٣٩
وقال انزل يا سلمان فحللت عيني ونزلت فإذا أرض قوراء لا ماء ولا شجر ولا عو ولا حجر فلما بان الفجر أقام علي الصلاة وتقدم وصلى بنا أنا والشيخ ولا أزال أسمع الحس حتى إذا سلم علي التفت فإذا خلق عظيم لا يسمعهم إلا الخطيب الصيت الجهير فأقام علي يسبح ربه حتى طلعت الشمس ثم قام بينهم خطيبا فخطبهم واعترضه منهم مردة فأقبل علي عليهم فقال أفبالحق (1) تكذبون وعن القران تصدفون وبآيات الله تجحدون ثم رفع طرفه إلى السماء فقال بالكلمة العظمى والأسماء الحسنى والعزائم الكبرى والحي القيوم محيي الموتى ورب الأرض والسماء يا حرسة الجن ورصدة الشياطين خدام الله الشر اهاليين (2) ذوي الأرواح الطاهرة اهبطوا بالجمرة التي لا تطفى والشهاب الثاقب والشواظ المحرق والنحاس القاتل بالمص والذاريات وكهيعص والطواسين ويس ونون والقلم وما يسطرون والنجم إذا هوى والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والأقسام والأحكام ومواضع النجوم لما أسرعتم الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين لايات رب العالمين [* * * *] قال سلمان فحسست بالأرض من تحتي ترتعد وسمعت في الهواء دويا شديدا ثم نزلت نار من السماء صعق لها كل من رآها من الجن وخرت على وجوهها مغشيا عليها وخررت أنا على وجهي ثم أفقت فإذا دخان يفور من الأرض يحول بيني وبين النظر إلى عبثة (3) المردة من الجن فأقام الدخان طويلا بالأرض قال سلمان فصاح بهم علي ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله الظالمين ثم عاد إلى خطبته فقال يا معشر الجن والشياطين والغيلان وبني شمراج (4) وبني (5) نجاح وسكان (6) الآجام والرمال والأقعار وجميع شياطين البلدان اعملوا أن الأرض قد ملئت عدلا كما كانت مملوءة جورا هذا هو الحق " فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون " (7) قال سلمان فعجبت الجن لعلمه وانقادوا مذعنين له وقالوا آمنا بالله وبرسوله وبرسول رسوله لا نكذب وأنت الصادق المصدق

(1) في (ز) وم: أبالحق تكذبون.
(2) كذا بالأصل وم و (ز) والمطبوعة.
(3) كذا بالأصل وم و (ز) والمطبوعة: (إلى عبثة) وفي المختصر: عتبة المردة.
(4) في م: سمراخ.
(5) كذا بالأصل وفي (ز): (وآل نجاح) وفي م: وكل نجاح.
(6) كذا بالأصل وم و (ز) وفي المطبوعة: سكان بدون واو.
(7) سورة يونس الآية: 32.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»