تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٤٣٥
وإن (1) زالت لزال الخير عنهم * ولاقوا بعدها ذلا ذليلا وكانوا كاليهود أو النصارى * سواء كلهم ضلوا السبيلا * (2) ولحق بالكوفة وخرجت عائشة وهي ممتلئة (3) على أهل مصر وجاءها مروان بن الحكم فقال يا أم المؤمنين لو أقمت كان أجدر أن يراقبوا هذا الرجل قالت أتريد أن يصنع بي كما صنع بأم حبيبة ثم لا أجد من يمنعني لا والله لا أعير ولا أدري إلام يسلم أمر هؤلاء وبلغ طلحة والزبير ما لقي علي وأم حبيبة فلزموا بيوتهم وبقي عثمان يسقيه آل حزم في الغفلات وعليه الرقباء وأشرف عثمان على الناس فقال يا عبد الله بن عباس فدعي له فقال اذهب فأنت على الموسم وكان ممن لزم الباب فقال يا أمير المؤمنين لجهاد هؤلاء أحب إلي من الحج فأقسم عليه لينطلقن فانطلق ابن عباس على الموسم تلك السنة ورمى عثمان إلى الزبير بوصيته فانصرف بها وفي الزبير اختلاف أدركه مقتله أو خرج قبل قتله وقال عثمان " يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد " (4) اللهم حل بين الأحزاب وبين ما يأملون " كما فعل بأشياعهم من قبل " (5) قالوا فلما توقع الناس السابق فقدم بالسلامة وأخبر عن أهل الموسم أنهم يريدون جميعا المصريين وأشياعهم وأنهم يريدون أن يجمعوا ذلك إلى حجهم فلما أتاهم ذلك عنهم مع ما بلغهم من نفور أهل الأمصار أغلقهم الشيطان وقالوا لا يخرجنا مما وقعنا فيه إلا قتل هذا الرجل فيشتغل بذلك الناس عنا ولم تبق خصلة يرجون بها النجاة إلا قتله فراموا الباب فمنعهم من ذلك الحسن وابن الزبير ومحمد بن طلحة ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص ومن كان من أبناء الصحابة أقام معهم واجتلدوا بها فناداهم عثمان الله الله أنتم في حل من نصرتي فأبوا ففتح الباب وخرج ومع الترس والسيف لينهنههم فلما رأوه أرز (6) المصريون وركبهم هؤلاء ونهنههم فتراجعوا وعظم على الفريقين وأقسم على أصحابه ليدخلن إذ أبوا أن ينصرفوا فدخلوا فأغلق الباب دون المصريين

(١) كذا بالأصول الثلاثة، وفي هامش " ز ": ولو، وبعدها صح.
(٢) الأبيات في تاريخ الطبري ٤ / 386.
(3) الطبري: ممتلئة غيظا.
(4) سورة هود، الآية: 89.
(5) سورة سبأ، الآية: 54.
(6) الطبري: أدبر.
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»