يا عثمان إني قاتلك قال كلا يا فلان لا تقتلني قال وكيف قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استغفر لك يوم كذا وكذا فلن تقارف دما حراما فاستغفر ورجع وفارق أصحابه وأقبل عبد الله بن سلام حتى قام على باب الدار ينهاهم عن قتله وقال يا قوم لا تسلوا سيف الله عليكم فوالله إن سللتموه لا تغمدوه ويلكم إن سلطان الله اليوم يقوم بالدرة وإن قتلتموه لم يقم إلا بالسيف ويلكم إن مدينتكم محفوفة بملائكة الله والله لئن قتلتموه لتتركنها فقالوا يا ابن اليهودية وما أنت وهذا فرجع عنهم وكان آخر من دخل عليه ممن رجع (1) إلى القوم محمد بن أبي بكر فقال له عثمان ويلك أعلى الله يغضب هل لي إليك جرم إلا حقه الذي (2) أخذته منك فنكل ورجع قالوا ولما خرج محمد بن أبي بكر وعرفوا انكساره ثار قتيرة وسودان بن حمران السكونيان والغافقي يعني فضربه بجريدة (3) معه وضرب المصحف برجله واستدار المصحف وانتشر فاستقر بين يديه وسالت عليه الدماء وجاء سودان بن حمران ليضربه فأكبت عليه نائلة واتقت السيف بيدها فتعمدها ونفح (4) أصابعها فأطن أصابع يدها وولت فغمز أوراكها وقال إنها لكيدة العكيزة (5) ويضرب عثمان فقتله وقد دخل على القوم غلمة لعثمان لينصروه وقد كان عثمان أعتق من كفه منهم فلما رأى (6) أحد العبيد (7) سودان قد ضربه أهوى إليه فضرب عنقه ووثب قتيرة على الغلام فقتله وانتهبوا ما في البيت فأخرجوا من فيه ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فضربه فقتله ودار القوم فأخذوا (8) ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء وأخذ رجل ملاءة نائلة والرجل يدعى كلثوم من تجيب فتنحت نائلة فقال ويح أمك من عكيزة ما أتمك ويضربه (9) غلام آخر لعثمان فقتله وقتل وتنادى القوم أبصر رجل من صاحبه وتنادوا في الدار أدركوا بيت المال لا تسبقوا إليه وسمع أصحاب بيت
(٤٣٩)