تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٥٣
سلطانا لن يزول حتى تزول الجبال حتى يتفرقوا فيما بينهم فإذا فعلوا ذلك خرجوا عصبة بسواد العراق يخرج فيهم أمير العضب (1) لا يوجهون لشئ إلا فتح لهم لا والله لا إله إلا هو ما أنزل الله في توراة ولا إنجيل ولا قرآن أفضل مما جعل لهؤلاء القوم فإن وجدت من العدة والنشاط فلا تقاتل أحدا أبدا حتى يرى ذلك قال قلت ألا إن ذلك بعيد قال فوالله ما أراه إلا قد كان ألا ترى ما كان بين سليمان والوليد فإن أدركته فسوف تراني وإلا فاحفظ عني ما قلت لك أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي أنا محمد بن مخلد العطار نا أحمد بن منصور زاج نا النضر بن شميل نا سليمان بن المغيرة نا حميد بن هلال نا عبد الله بن مغفل قال كان عبد الله بن سلام يجئ من أرض له على أتان أو حمار يوم الجمعة يذكر فإذا قضيت الصلاة أتى أرضه فلما هاج الناس بعثمان قال يا أيها الناس لا تقتلوا عثمان واستعتبوه فوالله الذي نفسي بيده ما قتلت أمة نبيها فأصلح ذات بينهم حتى يهريقوا دم سبعين ألفا وما قتلت أمة خليفتها فيصلح بينهم حتى يهريقوا دم أربعين ألفا وما هلكت أمة حتى يرفعوا القرآن على السلطان ثم قال لا تقتلوه واستعتبوه فلم ينظروا فيما قال وقتلوه فجلس على طريق علي بن أبي طالب حتى أتى عليه فقال أين تريد قال العراق قال لا تأت العراق وعليك بمنبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فالزمه فوالذي نفسي يده لئن تركته لا تراه أبدا فقال من حوله دعنا فلنقتله فقال علي دعوا عبد الله بن سلام فإنه رجل صالح فقال ابن مغفل وكنت استأمرت عبد الله بن سلام في أرض إلى جنب أرضه أشتريها فقال بعد ذلك هذه رأس أربعين سنة وسيكون بعدها صلح فاشترها فقال سليمان قلت لحميد كيف يرفعون القرآن على السلطان قال ألم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الله نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن

(١) كذا بالأصل، وفي م: الغضب، وفي ز: العضب، وفي النهاية واللسان: " العصب " جمع عصبة.
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»