تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٢٤١
عثمان وأيم الله ليوشكن أن يطعنوا فيه طعنة يخلفونه (1) كله أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان يغزو مع أهل العراق قبل أرمينية في غزوهم ذلك فيمن اجتمع من أهل العراق وأهل الشام فتنازعوا في القرآن حتى سمع حذيفة من اختلافهم فيه ما يكره فركب حذيفة حتى قدم على عثمان فقال يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في الكتب ففزع لذلك عثمان بن عفان فأرسل إلى حفصة بنت عمر أن أرسلي إلي بالصحف التي جمع فيها القرآن فأرسلت إليه بها حفصة فأمر عثمان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف وقال لهم إذا اختلفتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش فإن القرآن إنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى كتبت المصاحف ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به فذلك زمان حرقت فيه المصاحف بالنار أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم أنا سيف بن عمر (2) عن محمد وطلحة قال وصرف حذيفة عن غزو الري إلى غزو الباب مددا لعبد الرحمن بن ربيعة وخرج معه سعيد بن العاص فبلغ معه أذربيجان وكذلك كانوا يصنعون يجعلون للناس ردءا فأقام حتى قفل حذيفة ثم رجعا قال له حذيفة إني قد سمعت في سفرتي هذه أمرا لئن ترك الناس ليضلن القرآن ثم لا يقومون عليه أبدا قال وما ذاك قال رأيت أمداد أهل الشام حين قدموا علينا فرأيت أناسا من أهل حمص يزعمون لأناس من أهل الكوفة أنهم أصوب قراءة منهم وأن المقداد أخذها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقول الكوفيون مثل ذلك ورأيت من أهل دمشق قوما

(١) كذا بالأصل وم وكتاب المصاحف، وفي المختصر ١٦ / ١٧٠ تحلقونه.
(٢) راجع تاريخ الطبري ٤ / 281 والكامل لابن الأثير بتحقيقنا 2 / 249.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»