أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب هو ابن (1) البنا قالا أنا أبو يعلى محمد بن الحسين ثنا جدي لأمي أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى بن جنيقا (2) الدقاق من لفظه نا أبو عبد الله محمد بن مخلد ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن الحريري إملاء من أصله نا عثمان بن عبد الله القرشي بالبصرة نا يوسف بن أسباط عن محل الضبي (3) عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال لما كان أول يوم في البيعة لعثمان " ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة " (4) قال أبو ذر اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد ونظرت إلى أبي محمد يعني عبد الرحمن بن عوف قد اعتجر بريطة وقد اختلفوا إذا جاء أبو الحسن بأبي هو وأمي فلما أن بصروا بأبي الحسن علي (5) بن أبي طالب سر القوم طرا فأنشأ علي وهو يقول إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون (6) ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون حمد الله وثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال الحمد لله المتفرد بدوام البقاء المتوحد بالملك الذي له الفخر والمجد والسناء خضعت الآلهة لجلاله قال عثمان بن عبد الله يعني الأصنام وكلما عبد من دونه ووجلت القلوب من مخافته فلا عدل له ولا ند له ولا يشبهه (7) له أحد من خلقه ويشهد له بما شهد به لنفسه وأولو العلم من خلقه أن لا إله إلا هو ليست له صفة تنال ولا حد تضرب له فيه الأمثال المدر صوب الغمام ببنات النطاف ومنهطل الرباب بوابل الطل وبين الفيافي من الآكام بتشقيق الدمن وأنيق الزهر وأنواع المتحسن من النبات وشق العيون من جيوب المطر إذ شبعت الدلاء حياة للطير والهوام والوحش وسائر الأنام (8) فسبحان من يدان لدينه ولا يدان بغير دينه دين وسبحان الذي ليس له صفة نعت موجود ولا حد محدود وأشهد أن محمدا (9) (صلى الله عليه وسلم) عبده المرتضى ونبيه (10) المصطفى ورسوله المجتبى أرسله الله إلينا كافة والناس أهل عبادة الأوثان وخضوع الضلالة يسفكون دماءهم ويقتلون أولادهم ويخيفون سبيلهم عيشهم الظلم وأمنهم الخوف
(١٩٨)