فتكشفوا يعبرون بذلك قريشا فاجتمعت قريش على القتال وقال عتبة لأبي جهل ستعلم اليوم من انتفخ (1) سحره وستعلم أي الأمرين أرشد وأخذت قريش مصافها للقتال وقالوا لعمير بن وهب اركب فاحزر لنا محمد وأصحابه فقعد عمير على متن فرسه فأطاف برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ثم رجع إلى المشركين فقال حزرتهم ثلاثمائة مقاتل زادوا شيئا أو نقصوا شيئا وحزرت سبعين بعيرا أو نحو ذلك ولكن انظروني حتى أنظر هل لهم مددا أو خبئ فأطاف حولهم وبعثوا خيلهم معه فأطافوا حول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ثم رجعوا فقالوا لا مدد لهم ولا خبئ وإنما هم أكلة جزور طعام مأكول وقالوا لعمير حرش بين القوم فحمل عمير على الصف ورجعوا لمنية قريش آخر الجزء الحادي والعشرين بعد الثلاثمائة من الأصل وهو آخر جزء (2) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع الثلجي أنا محمد بن عمر قال (3) فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر وابن رومان قالوا لما سمع حكيم بن حزام ما (4) قال عمير بن وهب (5) مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة فقال يا أبا الوليد أنت كبير قريش وسيدها والمطاع فيها فهل لك أن لا تزال منها بخير آخر الدهر مع ما فعلت يوم عكاظ وعتبة يومئذ رئيس الناس فقال وما ذاك يا أبا خالد قال ترجع بالناس وتحمل (6) دم حليفك وما أصاب محمد من تلك العير ببطن نخلة إنكم لا تطلبون من محمد شيئا غير هذا الدم والعير فقال عتبة قد فعلت وأنت علي بذلك قال ثم جلس عتبة على جمله فسار إلى المشركين من قريش ويقول يا قوم أطيعوني ولا تقاتلوا هذا الرجل وأصحابه واعصبوا هذا الأمر برأسي واجعلوا جبنها بي فإن منهم رجالا قرابتهم قريبة ولا يزال الرجل منكم ينظر إلى قتل أبيه وأخيه فيورث ذلك بينكم شحناء وأضغانا ولن تخلصوا إلى قتلهم حتى يصيبوا منكم عددهم مع أني لا آمن أن تكون الدبرة (7) عليكم
(٢٥٣)