القتال فيأبون فحمي فنزل فلبس درعه وطلبوا له بيضة فقدر عليه فلم يوجد في الجيش بيضة تسع رأسه من عظم هامته فلما رأى ذلك اعتجز ثم برز بين أخيه شيبة وبين ابنه الوليد بن عتبة فبينا أبو جهل في الصف على فرس أثنى فلما حاذى بعتبة سل عتبة سيفه فقيل هو والله يقتله فضرب بالسيف عرقوبي فرس أبي جهل فاكتسعت (1) الفرس فقلت ما رأيت كاليوم قالوا قال عتبة انزل فإن هذا اليوم ليس بيوم ركوب ليس كل قومك راكبا فنزل أبو جهل وعتبة يقول ستعلم أشأم أشأكم عشيرته الغداة فدعا عتبة إلى المبارزة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) في العريش وأصحابه على صفوفهم فاضطجع فغشيه نوم غلبه وقال لا تقاتلوا حتى أوذنكم وإن كثبوكم فارموهم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم قال أبو بكر يا رسول الله قد دنا القوم وقد نالوا منا فاستيقظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد أراه الله في منامه قليلا وقلل بعضهم في أعين بعض ففزع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو رافع يده يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول اللهم إن تظهر علي هذه العصابة يظهر الشرك (2) ولا يقم لك دين وأبو بكر يقول والله لينصرنك الله وليبيضن وجهك وقال ابن رواحة يا رسول الله إني أشير عليك ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعظم وأعلم بالأمر أن يشار عليه إن الله أجل وأعظم من أن ينشد وعده فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا ابن رواحة ألا أنشد الله وعده إن الله لا يخلف الميعاد وأقبل عتبة يعمد إلى القتال فقال له حكيم بن حزام أبا الوليد مهلا مهلا تنهى عن شئ وتكون أوله وقال خفاف بن إيماء فرأيت أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم بدر وقد تصاف الناس وتزاحفوا فرأيت أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يسلون السيوف وقد انتضوا القسي وقد تترس بعضهم عن بعض بصفوف متقاربة لا فرج بينها والآخرون قد سلوا السيوف حين طلعوا فعجبت من ذلك فسألت عن ذلك رجلا من المهاجرين فقال أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن لا نسل السيوف حتى يغشونا قالوا فلما تزاحف الناس قال الأسود بن عبد الأسد المخزومي حين دنا من الحوض أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه فشد الأسود بن عبد الأسد حتى دنا من الحوض فاستقبله حمزة بن عبد المطلب فضربه وأطن قدمه فزحف الأسود
(٢٥٦)