على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي الناس وأصابا ما يصيب الناس من المنفعة فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب فقال ماذا تريدان فأخبراه بالذي أرادا قال فلا تفعلا فوالله ما هو بفاعل فقال لم تصنع هذا فما هذا منك إلا نفاسة علينا لقد صحبت رسول الله ونلت صهرة فما نفسنا ذلك عليك قال فقال أنا أبو حسن أرسلوهما ثم اضطجع قال فلما صلى الظهر سبقنا إلى الحجرة فقمنا عندها حتى مر بنا فاخذ بأيدينا ثم قال أخرجا ما تصرران ودخل فدخلنا معه وهو حينئذ في بيت زينب ابنة جحش قال فكلمناه فقلنا يا رسول الله جئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات فنصيب ما تصيب الناس من المنفعة ونؤدي إليك ما يؤدي الناس قال فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورفع رأسه إلى سقف البيت حتى أردنا أن نكلمه قال فأشارت إلينا زينب من وراء حجابها كأنها تنهانا عن كلامه وأقبل فقال ألا إن الصدقة لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ادعوا إلي (1) محمية (2) بن الجزء وكان على العشر وأبا سفيان بن الحارث قال فأتيا فقال لمحمية أصدق عنهما من الخمس [7537] أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا عبيد الله بن عمر نا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال مشت بنو عبد المطلب إلى العباس فقالوا كلم لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فليجعل فينا ما يجعل في الناس من هذه السعاية (3) وغيرها قال فبينما هم كذلك يأتمرون إذ جاء علي بن أبي طالب فدعاه العباس فقال هؤلاء قومك وبنو عمك اجتمعوا لو كلمت لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يجعل لهم السعاية فقال علي إن الله تعالى أبى لكم يا بني عبد المطلب أن يطعمكم غسالة أوساخ أيدي الناس قال فقال ربيعة بن الحارث دعوا هذا فليس عنده خير وابعثوا أنتم فبعث العباس ابنه الفضل وبعثني أبي ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال فانطلقنا حتى دخلنا على النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فأجلسنا عن يمينه وعن شماله قال فحصرنا كأشد حصر (4)
(٣٦٨)