عطية السعدي سعد بكر (1) في أربعة آلاف من جنده عامتهم رابطة فشرطوا على مروان إذا قتلنا الأعور فقلنا لا سلطان لك علينا فأعطاهم ذلك فأقبل ابن عطية فلقي بلجا بوادي القرى وقد سار يريد الشام فاقتتلوا فقتل بلج وعامة أصحابه ولم يزل يقتلهم حتى دخلوا المدينة ولحق نحو من الف رجل منهم عليهم رجل منهم يقال له الصباح من همدان فتحصن في جبل من جبال المدينة فقاتلهم فيه ثلاثة أيام ثم انحاز ليلا في نحو من ثلاثمائة فرقى في الجبال حتى لحق بمكة ودخل ابن عطية المدينة ثم سار إلى مكة فلقي أبا حمزة بالأبطح (2) ومع أبي حمزة خمسة عشر ألفا ففرق عليه الخيل فاتته خيل من أسفل مكة وخيل من قبل منى وأتاه هو بنفسه ومن أعلى الثنية فاقتتلوا حتى كاد النهار أن ينتصف وخرجت الخيل إليهم ببطن الأبطح فألجؤهم إلى عسكرهم وقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمون وقتلت معه امرأته وقتل أبو حمزة واستباح العسكر وقتل منهم مقتله عظيمة وبلغ عبد الله بن يحيى الأعور فسار في نحو من ثلاثين ألفا فنزل ابن عطية بتباله ونزل الأعور صعدة (4) ثم التفوا فانهزم الأعور فسار إلى جرش وسار ابن عطية فالتقوا فاقتتلوا حتى حال بينهم الليل وأصبح ابن عطية مكانه فنزل الأعور في نحو من الف رجل من أهل حضرموت فقاتل حتى قتل ومن معه وبعث برأس الأعور إلى مروان وسار ابن عطية حتى أتى صنعاء فثار به رجل من حمير يقال له يحيى بن عبد الله بن عمير بن السباق فأخذ الجند فبعث إليه ابن عطية بن أخيه عبد الرحمن بن يزيد فانهزم يحيى بن عبد الله وأصيب ناس من أصحابه ومضى يحيى حتى أتى عدن أبين فجمع نحوا من ألفين فسار إليه ابن عطية فلقيه بواد من أوديتهم فقتل يحيى وعامة من معه ورجع ابن عطية إلى صنعاء ثم خرج رجل يقال له يحيى بن حرب من حمير بساحل البحر فبعث إليه ابن عطية رجلا من كنده يكنى أبا أمية كان على الوضاحية فقتل يحيى ناسا (6) من أصحابه ثم سار ابن عطية إلى عبد الله بن سعيد خليفة الأعور وهم في جماعة حضرموت في عدد (7) فصبحهم ابن عطية فقاتلهم حتى آواه الليل ثم أتاه كتاب مروان يأمره بالصلاة
(١٠١)