تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٦ - الصفحة ٤١٠
وقالوا شفك الدهر * وهم للدهر أعوان ويحيى المرء إن راعته * أحداق وأجفان وأغيد فاتن الألحاظ * صاح وهو نشوان وريان من الحسن * إلى الأنفس ظمآن إذا لاح فما البدر * وإن ماس فما ألبان قال وأنشدني أبي لنفسه * خلوت بمن أهواه بعد تفرق * بأرض أبي صوب الندى أن يصوبها فكان عويلي رعدها وابتسامه * وميضا وأهوى القلوب جنوبها وجاد غمام من دموعي لروضها * فضوع الناس الخزامي وطيبها وقرب مني الدهر حبا رجوته * وأبعدت الأيام عني رقيبها تواصله كالبدر أبدي ضياء * وأعراضه كالشمس أبدت غروبها غدوت أمني بعد وصل لقائه * إذ أتعس محزون (1) تمنت حبيبها وكنا نرى الأيام قد ما تصيبنا * فما بالنا صرنا الغداة نصيبها قال وأنشدني لنفسه هلال بدي نقضي لفرط تمامه * وحتفي دنا من لحظه لا حسامه إذا ما أدلهم الليل من لام صدغه * أتى الصبح حثا من يروق ابتسامة تكاد تقوم (2) النائحات بشجوها * على إذا عاينت حسن قوامه فأضعف عن رد الكلام لسائل * إذا صد عني مانعا لكلامه سقاني وقال الخمر أودت بلبه * وسكرى من عينيه لا من مدامه وطال عذابي إذ فنيت لشقوتي * ممن ليس يرضاني غلام غلامه ظلوم رشفت الظلم من فيه لاهجا * به ولثمت البدر تحت لثامه قال وأنشدني أبي لنفسه أبي زمني أن يستقر بي الدار * وأقسم لا يقضى لنفسي أوطار أخلائي كيف العدل والدهر حاكم * وكيف دنوي والحقد وأقدار

(1) انظر في م: محبوب.
(2) في م: تقول.
(٤١٠)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»
الفهرست