خاء معجمة أبو خازم (1) القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز قاضي بغداد وغيرها كان عراقي المذهب عفيفا ورعا أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون (2) أنا أبو بكر الخطيب (3) أنا علي بن المحسن أنا طلحة بن محمد بن جعفر قال استقضى المعتضد بالله على الشرقية سنة ثلاث وثمانين ومائتين أبا خازم عبد الحميد بن عبد العزيز وكان رجلا دينا ورعا عالما بمذهب أهل العراق و (4) الفرائض والحساب والزرع (5) والقسمة حسن العلم بالجبر والمقابلة وحساب الدور وغامض الوصايا والمناسخات قدوة في العلم بصناعة الحكم ومباشرة الخصوم وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات والإقرارات (6) أخذ العلم عن هلال بن يحيى الرأي (7) وكان هذا أحد فقهاء الدنيا من أهل العراق وأخذ عن بكر العمي ومحمود الأنصاري ثم صحب عبد الرحمن بن نائل بن نجيح ومحمد بن شجاع حتى كان جماعة يفضلونه على هؤلاء فأما عقله فلا يعلم أحدا رآه فقال إنه رأى أعقل منه ولقد حدثني أبو الحسن (8) محمد بن أحمد بن مابنداد عن حامد بن العباس عن عبيد الله (9) بن سليمان بن وهب قال ما رأيت رجلا أعقل من الموفق وأبي خازم القاضي وأما الحساب فإن أبا الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي أخبرني قال قال لي أبو برزة الحاسب لا أعرف في الدنيا أحب من أبي خازم وقال لي ابن حبيب الذارع (10) كنا ونحن أحداث مع أبي خازم فكنا نقعده (11) قاضيا ويتقدم القضاء على الخصومات فما مضت الأيام والليالي حتى صار قاضيا وصرنا ذراعه (12) فقال أبو الحسين وبلغ من شدته في الحكم أن المعتضد وجه إليه بطريف المخلدي فقال له إن على الضيعي بيع فإن (13) المعتضد ولغيره (14) مال وقد بلغني أن
(٨٠)