تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٤١٢
صلاحهم وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم به واجتهدت لهم رأيي فوليت عليهم خيرهم وأقواه عليهم وأحرصهم على ما أرشدهم وقد حضرني من أمرك ما حضر فأخلفني فيهم فهم عبادك ونواصيهم بيدك أصلح لهم ولاتهم (1) واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نبي الرحمة وهدى الصالحين بعده وأصلح له رعيته أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (2) أنا سليمان بن أحمد نا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري نا يوسف بن عدي الكوفي ثنا أبو الأحوص عن الأعرابي مالك قال لما أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بعث إليه فدعاه فقال إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه فاتق الله يا عمر بطاعته وأطعه بتقواه فإن المتقي آمن (3) محفوظ ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به فمن أمر بالحق وعمل بالباطل وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيته وإن يحبط عمله فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخف يدك من دمائهم وأن يضمر (4) بطنك من أموالهم وأن يخف (5) لسانك عن أعراضهم فافعل ولا قوة إلا بالله أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (6) أنا إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب إني موصيك بوصية فإن حفظتها (7) إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ولله في الليل حقا لا يقبله في النهار وانه لا يقبل (8) نافلة حتى تؤدى الفريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثقله عليهم وحق له ميزان لا يوضع فيها إلا الحق أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الباطل وخفته عليهم وحق للميزان ألا يوضع فيه إلا الباطل أن

(١) في ابن سعد: " واليهم ".
(٢) بالأصل: " زيذه " وفي م: " زبده " كلاهما تحريف والصواب ما أثبت، وقد مر التعريف به.
(٣) بالأصل: " أمر " والمثبت عن م.
(٤) كذا رسمها بالأصل وم، وفي مختصر ابن منظور ١٣ / ١٢١ تصم.
(٥) بالأصل: " تخف " وفي م: " يحف " والمثبت عن المختصر.
(٦) الخبر في كتاب الزهد والرقائق لابن المبارك ص 319 رقم 914.
(7) كذا بالأصل وم، وفي الزهد: إن حفظتها.
(8) في الزهد: وإنها لا تقبل.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»