تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٣٥
قال لا ولم آل من طلب فقال * كل دين يوم القيامة إلا * ما قضى الله والحنيفة بور * أما إن (1) هذا النبي الذي ينتظر منا ومنكم أو من أهل فلسطين قال ولم أكمن سمعت قبل ذلك بنبي ينتظر ولا يبعث قال فخرجت أريد ورقة بن نوفل فكان كثير النظر في السماء كثير همهمة الصدر قال فاستوقفته ثم اقتصصت عليه الحديث فقال نعم يا ابن أخي أبى أهل الكتب (2) والعلماء إلا أن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسبا ولي علم بالنسب وقومك أوسط العرب نسبا قال قلت يا عم وما يقول النبي قال يقول ما قيل له إلا أنه لا ظلم ولا تظالم قال فلما بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنت وصدقت أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ثنا الحسين بن النقور ثنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنبأ أبو الحسين رضوان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق (3) قال ثم إن أبا بكر لقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أحقا ما تقول قريش يا محمد من تركك آلهتنا وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رسول الله يا أبا بكر ونبيه بعثني لأبلغ رسالته وأدعو إلى الله بالحق فوالله إنه للحق أدعوك إلى الله يا أبا بكر وحده لا شريك له ولا يعبد غيره والموالاة على طاعته أهل طاعته وقرأ عليه القرآن فلم يقر ولم ينكر وأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق قال ابن إسحاق (4) فابتدأ أبو بكر أمره وأظهر إسلامه ودعا الناس فأظهر علي وزيد بن حارثة إسلامهما فكبر ذلك على قريش وكان أول من اتبع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة بنت خويلد زوجته ثم كان أول ذكر آمن به علي وهو يومئذ ابن عشر سنين ثم زيد بن حارثة ثم أبو (5) بكر الصديق فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه دعا إلى الله

(1) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) أسد الغابة أهل الكتاب.
(3) سيرة ابن إسحاق رقم 177 ص 120.
(4) سيرة ابن إسحاق ص 120 - 121 رقم 179.
(5) عن ابن إسحاق، وبالأصل: أبي.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»