تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٣٣
الخطب وأجل النوائب يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي ولولا أنت ما انتظرنا به فإذ قد جئت فأنت الغاية والكفاية لنا قال أبو بكر فصرفتهم على حس مس وسألت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فقيل أنه في منزل خديجة فقرعت عليه الباب فخرج إلي فقلت يا محمد فقدت من منازل أهلك واتهموك بالفتنة وتركت دين آبائك وأجدادك قال يا أبا بكر إني رسول الله إليك وإلى الناس كلهم فآمن بالله فقلت وما دليلك على ذلك قال الشيخ الذي لقيته باليمن فقلت وكم من مشايخ لقيت باليمن وأمرت وأخذت وأعطيت قال الشيخ الذي أفادك الأبيات قلت ومن خبرك بهذا يا حبيبي قال الملك العظيم الذي يأتي الأنبياء قبل (1) قلت مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنت رسول الله قال أبو بكر فانصرفت وما بين لابتيها أشد سرورا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإسلامي [* * * *] أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ثنا أبو محمد الجوهري ثنا أبو علي بن محمد بن أحمد نا زكريا بن يحيى الساجي نا عبد الله بن هارون بن موسى بن عبد الله بن فروة المدني حدثني عبيد الله بن إسحاق بن محمد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبد الله قال قال لي يعني طلحة بن عبيد الله كان إسلام أبي بكر فتحا وذلك أن ورقة بن نوفل جاء إلى أبي بكر فقال له يا ابن أخ إني أراك متبدلا (2) بمكة ولا أراك في شئ فأخبرني كم معك من المال قال عندي كذا وكذا من العين (3) قال فأنا آتيك غدي بكذا وكذا فأضعف لك حتى تخرج إلى الشام فتصيب فيه خيرا فتعطيني ما شئت وتمسك ما شئت فانقلب أبو (4) بكر إلى زوجته فقال لها أبو بكر اذبحي من تلك الغنم شاة سفرينا بها قالت وأين تريد قال الشام قالت ولم قال إن ورقة بن نوفل قارضني أن أخرج مالي كله ويعطيني كذا وكذا ألف دينار قالت أفلا أخبرك خبرا يسرك قال وما هو قالت جاء محمد يطلبك منذ اليوم ثلاث مرات فما حبسك عنه قال ما حبسني عنه إلا ما

(1) في مختصر ابن منظور: قبلي.
(2) اللفظة مهملة بالأصل بدون نقط، والمثبت يوافق ما أثبته محقق مختصر ابن منظور 13 / 41.
(3) كذا بالأصل وفي المختصر: من العير.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»