تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٣٠
فرأى رؤيا فقصها على بحير (1) الراهب فقال له من أين أنت قال من مكة قال من أيها قال من قريش قال فأيش أنت قال تاجر قال صدق الله رؤياك سيبعث نبي من قومك تكون وزيره في حياته وخليفته بعد موته فأسر أبو بكر حتى بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاءه فقال يا محمد ما الدليل على ما تدعي قال الرؤيا التي رأيت بالشام فعانقه وقبل عينيه فقال أشهد أن لا إله إلا الله واشهد (2) أنك رسول الله [* * * *] قال وثنا أبو سعيد أنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله البران (3) بنهر الدير (4) نا محمد بن يعقوب بن إسحاق بالأهواز نا علي بن عبد الحميد القرشي نا موسى بن شيبة نا خالد بن القاسم المدائني عن محمد بن عبد الرحمن البياضي عن أبيه عن جده قال قيل لأبي بكر أخبرنا عن نفسك هل رأيت شيئا قط قبل الإسلام من دلائل نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو بكر نعم وهل بقي أحد من قريش أو غير قريش لم يجعل الله لمحمد في نبوته حجة وفي غيرها قال الله هدى به من شاء وأضل به من شاء بينما أنا قاعد في فئ شجرة في الجاهلية إذ تدلى علي غصن من أغصانها حتى صار على رأسي فجعلت أنظر إليه وأقول ما هذا فسمعت صوتا من الشجرة هذا النبي يخرج في في وق ة أ وه (5) أتكن أنت من أسعد الناس به قلت بينه ما اسم هذا النبي قال محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي فقال أبو بكر فقلت صاحبي وأليفي وحبيبي فتعاهدت الشجرة مني تبشرني بخروج النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما أتاه الوحي سمعت صوتا من الشجرة جد وشمر يا ابن أبي قحافة فقد جاء الوحي ورب موسى لا يسبقك إلى الإسلام أحد قال أبو بكر فلما أصبحت غدوت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما رآني قال لي يا أبا بكر إني أدعوك إلى الله ورسوله قلت أشهد أنك رسول الله بعثك بالحق سراجا منيرا فآمنت به وصدقته [* * * *]

(1) في مختصر ابن منظور: " بحيرا ".
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) نهر الدير: نهر كبير بين البصرة ومطارا، يبنه وبين البصرة نحو عشرين فرسخا، وهناك بليد حسن (معجم البلدان).
(5) كذا بالأصل.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»