تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢٧ - الصفحة ٢٦٥
بيني وبينك بالإساءة كم دينك يا ابن جعفر قال ألف ألف درهم فقال معاوية يا سعد اقضها عنه واجبها غدا من فسا ودرابجرد (1) فغضبت قريش الشام حين أعطاه ألف ألف درهم فقالت يظن (2) معاوية هائبا لابن جعفر فقال معاوية * تقول قريش حين خفت حلومها * نظن (3) ابن هند هائبا لابن جعفر فمن ثم يقضي ألف ألف ديونه * وحاجته مقضية لم تؤخر فقلت دعوا لي لا أبا لأبيكم * فما منكم فيض له غير أعور أليس فتى البطحاء ما تنكرونه * وأول من أثنى بتقواه خنصر وكان أبوه جعفر ساد قومه * ولم يك في الحرب العوان بحيدر فما ألف ألف فاسكتوا لابن جعفر * كثير ولا أمثالها لي بمنكر ولا تحسدوه وافعلوا كفعاله * ولن تدركوه كل ممشى ومحضر * أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني أنا محمد بن الحسين الجازري أنا المعافى بن زكريا القاضي (4) نا الحسن بن أحمد الكلبي نا محمد بن زكريا الغلابي نا العباس بن بكار نا أبو بكر الهذلي وعبيد الله بن محمد الغساني عن الشعبي قال دخل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب على معاوية وعنده يزيد ابنه فجعل يزيد يعرض بعبد الله في كلامه وينسبه إلى الإسراف في غير مرضاة الله فقال عبد الله ليزيد إني لأرفع نفسي عن جوابك ولو صاحب السرير يكلمني لأجبته فقال معاوية كأنك تظن أنك أشرف منه قال أي والله ومنك ومن أبيك وجدك فقال معاوية ما كنت أحسب أن أحدا في عصر حرب بن أمية أشرف من حرب بن أمية فقال عبد الله بلى والله يا معاوية إن أشرف من حرب من أكفأ عليه إناءه وأجاره (5) بردائه قال صدقت يا أبا

(١) بالأصل وم: " وذو الجود " ولا معنى لها هنا، والصواب ما أثبت وانظر المطبوعة، ودرابجرد كورة بفارس أكبر مدنها فسا (وانظر معجم البدلان: داربجرد، فسا).
(٢) كذا بالأصل، وفي م: " نظن " وهو أشبه.
(٣) النون الأولى مهملة بالأصل والمثبت عن م.
(٤) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / 169 وما بعدها.
(5) عن م وبالأصل: " إجازة " وفي الجليس الصالح: اجاره.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست