ثم إن أبا الهيذام خرج حتى أتى قرية حجور من همدان التي تدعى عين ثرماء (1) وفيها ولد معتوف (2) بن يحيى وغيرهم من قبائل اليمن فاقتتلوا قتالا شديدا ثم شد خريم بن أبي الهيذام على أسعد الغساني (3) وكان فارس أهل اليمن فقتله وانهزم أهل اليمن (4) وخلوا عن القرية فدخلتها المضرية فانتهبوها وأحرقوا قصورا كانت فيها معجبة لمعتوف (5) بن يحيى وولده قال أبو الحسين الرازي وكان مما قيل في تلك العصبية من الأشعار والأراجيز مما أفادنيه بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من المريين من ذلك ما قال أبو الهيذام المري * لما رأيت غداة المرج ظلمهم * أنهضت من جانب القصباء أشبالا بيضا بهاليل من قيس إذا ركبوا * للروع زلزلت الأرضون زلزالا فيهم خريم غلام قد كثرت له * حتى أضر به جنا وأغوالا فاحمرت العين منه من (6) شراسته * فمن رأى وجهه من خوفه بالا فانصاع نحو بغاة من ذوي يمن * يجوب نحوهم (7) سهلا وأجبالا لولا تطول هيذام على يمن * أمست نساء بني قحطان أثقالا (8) أنا ابن خير بني ذبيان قد علموا * وحامل الثقل عنهم بعدما مالا لولا الخليفة والإسلام ما تركت * خيلي (9) بأرض بني قحطان جوالا وقال أبو الهيذام في يوم باب الجابية وقتل وريزة بن سماك العنسي * لما رأيت (10) حماة القوم قد دلفوا * وقدموا رايتي عنس وخولانا
(٨٣)