دلسة (1) من أرض الروم وفيها يعني سنة ثلاث ومائة غزا العباس بن الوليد أرض الروم (2) أخبرنا أبو محمد بن (3) الأكفاني بقراءتي عليه نا أبو محمد الكتاني نا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ قال وأخبرني الوليد قال وحدثني من أصدق حديثه من مشيخة قريش أنه بلغه أن الوليد بن عبد الملك لما عزم على غزو الطوانة كاتب طاغية الروم بكتب أمر صاحب أرمينية أن يكتب بها إليه مما اجتمعت (4) به خزر من غزوة وقلة من معه وكثرة من يتخوفه (5) من خزر ومن تأشب (6) إليهم من ملوك جبال أرمينية ومن فيها من الأمم المخالفة للإسلام ففعل ذلك صاحب أرمينية وتابع كتبه وقطع الوليد البعث على أهل الشام إلى أرمينية وأكثفه وجهزه وقواه (7) واستعمل عليه مسلمة بن عبد الملك وأعانه بالعباس بن الوليد حتى يبلغ من جهازهم (8) ما يريد ثم سيرهم إلى الجزيرة ثم أعطفهم إلى أرض الروم ثم أمرهم بالنزول على الطوانة قال ونا الوليد قال فأخبرني غير واحد ممن أدرك تلك الغزاة أن الشتاء أكب على مسلمة ومن معه من المسلمين حتى نفق عامة الظهر وعرض لكثير منهم البطن وتهتكت الأبنية من الجليد والثلج فحفر المسلمون لأنفسهم الأسراب يبيتون فيها ليلا ويظهرون نهارا حتى دعا ذلك أهل الطوانة الكتاب إلى طاغيتهم يخبرونه بحالهم وأنهم ينتظرون مادة وميرة تأتيهم فإن كانت لك بنا حاجة فالآن قبل أن يأتيهم المدد والميرة قالوا وكادوا المسلمين (9) عند كتابهم والبعثة به بإخراج كلابهم ليلا فأخرجوا
(٤٤٣)