إلي وإن أتاك نهارا (1) فإني أعزم عليك أن تمسي حتى تركب إلي فقال أبو عبيدة قد علمت حاجة أمير المؤمنين التي عرضت وأنه يريد يستبقني من ليس بباق فكتب إليه إني في جند من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم وإني قد علمت حاجتك التي عرضت لك وأنك تستبقي من ليس بباق فإذا أتاك كتابي هذا فحللني من عزمتك وائذن لي في الجلوس فلما قرأ عمر كتابه فاضت عيناه وبكا فقال له من عنده يا أمير المؤمنين مات أبو عبيدة قال لا كأن قد قال فكتب إليه عمر إن الأرض أرضك إن الجابية أرض نزهة (2) فاظهر بالمهاجرين إليها قال أبو عبيدة حين قرأ الكتاب أما هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه قال فأمرني أن أبوئ الناس منازلهم قال فطعنت امرأتي فجئت إلى أبي عبيدة فقلت قد كان في أهلي بعض الغرض شغلني عن الوجه الذي بعثتني إليه قال لعل المرأة أصيبت فقلت أجل فانطلق هو يبوئ الناس منازلهم وأمرني أن أرحلهم على أثره فطعن أبو عبيدة حين أرسله فقال لقد وجدت في قدمي وخزة فلا أدري لعل هذا الذي أصابني قد أصابني فانطلق أبو عبيدة (3) فبوأ الناس منازلهم وارتحل الناس على أثره وكان انكشاف الطاعون وتوفي أبو عبيدة رحمة الله عليه (4).
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أنا محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي أنا الحسن بن محمد بن حليم أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه أنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن عمر كتاب إلى أبي عبيدة في الطاعون الذي وقع بالشام إنه عرضت لي حاجة ولا غنى بي عنك فيها فإذا أتاك كتابي هذا فإني أعزم عليك إن أتاك ليلا أن لا تصبح حتى تركب (5)، وإذا أتاك نهارا أن لا تمسي حتى تركب إلي، فلما قرأ الكتاب قال: قد