أول من أسس العربية وفتح بابها وأنهج سبلها ووضع قياسها أبو الأسود (1) وكان رجل من أهل البصرة وإنما فعل ذلك حين اضطرب كلام العرب فغلبت السليقية (2) قال الخطابي السليقية من الكلام ما كان الغالب على السهو فهو مع ذلك فصيح اللفظ منسوب إلى السليقية وهي الطبيعة ومعناه ما سمح به الطبع وسهل على اللسان من غير أن يتعهد إعرابه فقال فلان يقرأ بالسيلقية أي بطبعه لم يقرأ على القراء لم يأخذه عن تعليم قال الشافعي رضي الله عنه كان مالك بن أنس يقرأ بالسليقية يستقصره في ذلك والسليقية تذم مرة وتمدح أخرى إذا ذمت فلعدم الإعراب وإذا مدحت فللدراية والفصاحة قال الشاعر * ولست بنحوي يلوك لسانه * ولكن سليقي أقول فأعرب * أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أخبرنا الحسين بن جعفر قالوا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد حدثني (3) أبي قال أبو الأسود الديلي واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان كان من كبار التابعين من أصحاب علي وهو أول من وضع النحو بصري تابعي ثقة أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بصور أنا الحسن بن محمد بن عبيد العسكري نا محمد بن العباس اليزيدي نا الرياشي يعني عباس بن الفرج نا أبو الأسود الديلي شيخ له عن عمرو بن النعمان عن الحسن بن عبد الله بن الحسن قال كنا نوافق أبا الأسود قال فتعجب من كلامه قال فيقول ما رأيت أحسن كلاما من علي أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش الضرير قالا أنا رشأ بن نظيف أنا
(١٩٥)