أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الجنة قال قلنا وثلاثة قال وثلاثة قال واثنان (1) ثم لم أسأله عن الواحد أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد حدثني أبي حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي أخبرني جعفر بن أحمد بن معدان نا الحسن بن جهور نا القاسم بن عروة عن ابن دأب قال قدم أبو الأسود الديلي على معاوية بن أبي سفيان بعد مقتل علي بن أبي طالب وقد استقامت له البلاد فأدنى معاوية مجلسه وأعظم جائزته فحسده عمرو بن العاص فقدم على معاوية فاستأذن عليه في غير مجلس الإذن فأذن له فقال له معاوية يا أبا عبد الله ما أعجلك قبل وقت الإذن قال يا أمير المؤمنين أتيتك لأمر (2) قد أوجعني وأرقني وغاظني وهو من بعد ذلك نصيحة لأمير المؤمنين قال وما ذاك يا عمرو قال يا أمير المؤمنين إن أبا الأسود رجل مفوه له عقل وأدب من مثله الكلام يذكر وقد أذاع بمصرك من الذكر لعلي والبغض لعدوه وقد خشيت عليك أن يثرى في ذلك حتى تؤخذ بعنقك وقد رأيت أن ترسل إليه فترهبه وترعبه وتسبره وتخبره فإنك من مسألته على إحدى خبرتين إما أن تبدي صفحته فتعرف مقالته وإما أن يستقبلك فيقول ما ليس من ورائه فيحتمل ذلك عنه فيكون لك في ذلك عاقبة صلاح إن شاء الله تعالى فقال معاوية أم والله لقل ما تركت رأي لرأي امرء قط إلا كنت فيه وبين أن أرى ما أكره ولكن إن أرسلت إليه فساءلته فخرج من مساءلتي بأمر لا أجد عليه مقدما ويملأني غيظا لمعرفتي بما أريد وإن الأمر فيه أن نقبل فيه ما أبدى من لفظه فليس لنا أن نشرح عن صدره وندع ما وراء ذلك يذهب جانبا قال عمرو أنا صاحبك يوم رفع المصاحف نصفين وقد عرفت رأي وليست أرى خلافي وما آلوك خيرا فأرسل إليه ولا تفرش مهاد العجز فتتخذه وطيئا فأرسل معاوية إلى أبي الأسود فجاء حتى دخل عليه فكان ثالثا فرحب به معاوية وقال يا أبا الأسود خلوت أنا وعمرو فتشاجرنا في أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) وقد أحببت أن أكون من رأيك على يقين قال سل يا أمير المؤمنين عما بدا لك قال يا أبا الأسود أيهم كان أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
(١٧٧)