باللؤلؤ والجوهر من ألوان شتى وفي عين كل أسد ياقوتتان حمراوان يضئ البيت منهما وخلف السرير صقر من ذهب إذا بسط جناحه غطى السرير والأسدين وإذا ضمهما كان قائما جناحه مكلل بألوان الجوهر وفي عين الصقر ياقوتتان خضراوان لهما ضوء وبرق يضئ منهما البيت وعن يمين السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الجوهر والدر وعن يسار السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الدر والجوهر وعلى الكراسي أحبار بني إسرائيل وعلماؤهم وأولوا الألباب من أهل الفهم والبصر والمعرفة بالله وعز جل وخلف السرير ألف مسجد في كل مسجد رجل قائم يضج إلى الله عز وجل ويضرع بالبكاء عليهم المسوح لا يفترون وبين يدي السرير سلم عارضته من ذهب وقوائمه من فضة وكان سليمان إذا جلس على هذا المجلس يضطجعون (1) الناس سبعة أميال فبكوا خطمي (2) الأسدين مقابل خديه ومنقار الصقر مقابل أنفه فإذا نشر جناحيه يضئ البيت طرائق من نور بين أحمر وأخضر وأصفر وألوان شتى وكانت الريح تدخل في الصقر فتنشر جناحيه فإذا أراد أن يضعهما خرجت الريح عنه وكان سليمان إذا نظر بين يديه نظر الأسدين إلى جانبيه ونظر إلى منقار الصقر مقابل أنفه ونظر إلى بني إسرائيل وهم جلوس على الكراسي فازداد الله رغبة وشوقا وإذا نظر إلى خلفه نظر إلى أولئك العباد وبكائهم فازداد من الله رهبة وله خشية فكان يسمي مجلسه ذلك مجلس رغبة ورهبة وكان للبيت ألف ركن يحمل كل ركن مائة ألف شيطان وهم يعملون أعمالا شتى وكان سبعون ألف طير يظلون سقف ذلك البيت أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان نا محمد بن العلاء نا يونس بن بكير نا ابن إسحاق نا ابن وهب بن منبه عن أبيه وهب قال أمر الله الريح فقال لا يتكلم أحد من الخلائق بشئ في الأرض بينهم إلا حملتيه فوضعتيه في أذن سليمان فلذلك سمع كلام النملة أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا عبد الوهاب بن محمد أنا الحسن بن محمد أنا
(٢٧٢)