تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢٢ - الصفحة ٣٣٢
ويمجد ولا يجعلن ثيابه طوالا فإنها لباس النوكى (1) ولا سيما أبناء الملوك ولا تحملنه على سرج صغير فيبدو منه أليتاه وان ذلك فعل الفساق ولا تجلسه مع حشمه فإنهم له مفسدة وإياك والسوقة فإنهم أسوأ شئ آدابا وخذ خدمة (2) باللين وطلاقة الوجه على بابه والبشاشة بالناس والتألف لهم وإذا أعطيتم فأعطوا حملة القران وحملة العلم وأهل الفضل فإنكم تؤجرون على تقريبهم ويحمدكم الناس على عطيتهم إلا أن يكون في سبب تجده أو وسيلة تكون لأحدهم تقضي ذمامه وابسطوا أيديكم بالفضل ووجوهكم بالبشر فإنكم ملوك والناس سوقة وانهم يطئون أعقابكم بنازع (3) الفضل ولين الجناح ولا يخرجن إلا معتما ولا يركبن محذوفا ولا مهلوبا (4)، ولا تعقدن له ذنب دابة إلا في لثق (5) ولا يسيرن ملتفتا ولا طامحا وإياك أن تكتم عيبه فيؤدي إلى ذلك غيرك فأنزل لك عما يسرك إلى ما يضرك فإن قصر عن شئ فيما أمرته به في أدبه أو تقاعس عنه لكزة في نفسه وقدره فأدخل عليه بعض أهله حتى يجره برجله إلى مجلس أدبه خذه بهذا كله وزده من عندك ما استطعت فإني تبينت عقله اليوم وبعد اليوم فإن رأيته ازداد خيرا إلى ما كان عليه رئي أثر أمير المؤمنين عليك وإن كانت الأخرى فلا تلم إلا نفسك وقد أجريت لك في كل شهر ألف دينار 2681 سليمان بن سهل بن إسحاق أبو الحسن الفارسي الداودي الواعظ الكرامي روى عنه غيث بن علي وأنشدنا عنه الفقيه أبو الحسن أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلم أنشدني أبو الحسن سليمان بن شهر (6) الداوودي قال رأيت على ظهر كتابه وأملى علي من كتابه * قليل الكتاب بحسن الإفادة * أنفع نفعا على المستفيد وحرف صحيح ينصح المفيد * وإن قل يزداد فوق المزيد

(1) النوكي: الحمقي (القاموس).
(2) بالأصل: " خرمة " والصواب ما أثبت عن م.
(3) عن مختصر ابن منظور وبالأصل رسمها: " سسارع " وفي م: "؟؟؟ ".
(4) المحذوف: الفرس المقطوع الذنب، ومثله المهلوب. (اللسان).
(5) بالأصل: اتق، وفي م: " لئن " والمثبت عن المختصر، واللئق: الماء والطين يختلطان (اللسان).
(6) كذا بالأصل هنا، وفي م: سهل.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست