رماها أمير المؤمنين بحتفها * فخلانها يبكون حول المعاصر فلا تجلدوني (1) واجلدوها فإنها * هي العيش للباقي ومن في المقابر * أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو علي بن شاذان أنبأ أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثني خلاد بن يزيد الجعفي نا عمرو بن سمر الجعفي نا جابر الجعفي عن عامر الشعبي قال أو عن أبي جعفر محمد بن علي شك خلاد قال لما ظهر أمر معاوية بالشام وبايعوه على أمره دعا علي رجلا فأمره أن يتجهز وأن يسير إلى دمشق وأمره إذا دخل دمشق أناخ راحلته يعني ويقول لهم تركت عليا قد نهد إليكم فذكره وقال فخرج معاوية حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن عليا قد نهد إليكم في أهل العراق فما الرأي فقام ذو الكلاع الحميري فقال عليك الرأي وعلينا أمر فعال قال وهي بالحميرية يعني الفعال وأخبرني أبو عبد الله أيضا أنبأ أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنبأ أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين نا علي بن الجعد أنبأ عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال سمعت زامل بن عمرو الجذامي (2) قال طلب معاوية إلى ذي الكلاع أن يخطب الناس ويحرضهم على قتال علي ومن معه من أهل العراق فقعد (3) على فرسه وكان من أعظم أصحاب معاوية خطرا فقال الحمد لله حمدا كثيرا ناميا جزيلا واضحا منيرا بكرة وأصيلا أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وكفى بالله وكيلا ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالفرقان إماما وبالهدى ودين الحق حين ظهرت المعاصي ودرست الطاعة وامتلأت الأرض جورا (4) وضلالة واضطرمت الدنيا كلها نيرانا وفتنة وورك (5) عدو الله إبليس على أن يكون قد عبد في أكنافها واستولى على
(٣٩١)