علي بن شاذان أنا أبو الحسن بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين نا يحيى بن سليمان حدثني نصر بن مزاحم (1) نا عمر بن سعد عن الحارث بن حصيرة (2) أن ابن ذي الكلاع أرسل إلى الأشعث بن قيس رسولا فقال له إن ابن عمك ابن ذي الكلاع يقرأ عليك السلام ويقول لك إن ذا الكلاع قد أصيب وهو في المسيرة أفتأذن لنا فيه فقال له الأشعث أقرئه السلام وقل له إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين فاطلبوا ذلك إلى سعيد بن قيس الهمداني فإنه في الميمنة فذهب إلى معاوية فأخبره وذلك بينهم يتراسلون في اليوم والأيام فقال معاوية ما عسيت أن أصنع وقد كانوا منعوا أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي وخافوا أن يفسدوا أهل العسكر فقال معاوية لأصحابه لأنا أشد فرحا بقتل ذي الكلاع مني بفتح مصر لو افتتحتها لأن ذا الكلاع كان يعرض له في أشياء كان يأمر بها فخرج ابن ذي الكلاع إلى سعيد بن قيس فاستأذنه في أبيه فأذن له فيه قال عمر (3) بن سعد وقال سعد الإسكاف (4) والحارث بن حصيرة (5) إن سعيد بن قيس قال لابن ذي الكلاع حين قال له إنهم يمنعوني من دخول عسكرهم كذبت لم يمنعوك إن أمير المؤمنين لا يبالي من دخل عسكره لهذا الأمر ولا يمنع أحدا من ذلك فادخل فدخل من قبل الميمنة فلم يجده فأتى الميسرة فوجده قد ربط برجله طنب من أطناب فسطاط فسلم عليهم ومعه عبد له أسود فقال لهم أتأذنون لنا في طنب من أطناب فسطاطكم فقالوا نعم ثم قالوا له معذرة إلى ربنا وإليكم أما إنه لولا بغيه علينا ما صنعنا ما ترون فنزل عليه وقد انتفخ وكان عظيما جسيما فلم يستطيعا احتماله فقال ابنه هل من فتى معوان فخرج إليه الخندف (6) رجل من أصحاب علي فقال تنحوا فقال ابن ذي الكلاع ومن يحمله قال يحمله الذي قتله فاحتمله الخندف (6) حتى رمى به على ظهر بغل ثم شداه بالحبال وانطلقا إلى عسكرهم أخبرنا أبو غالب المواردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
(٣٩٤)