* قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض * وأكتم السر فيه ضربة العنق (1) * وقد قال بعض من خالف هذا في صفته وسلك خلاف محجته ولا أكتم الأسرار لكن أذيعها * ولا أدع الأسرار تغلي على قلبي (2) * وما أتي في هاتين الخليقتين المتضادتين من منثور الأخبار ومنظوم الأشعار يتعب إحصاؤه ويمل استقصاؤه ولعلنا نضمن في مجالس كتابنا هذا منه ما يستفيد الناظر فيه إذا أتي ما يجره ويقتضيه إن شاء الله وذكرت من النوع الذي يضاد فيه فريقان في ما وصف به كل واحد منهما نفسه شيئا أحببت أن أثبته فيما هاهنا وإن كان بابه أوسع من أن يستوعى وأكثر من أن يستغرق ويستوفي وهو ما روى أن منفوسة بنت زيد الفوارس لما أهديت إلى قيس بن عاصم قربت (3) إليهما الفداء فقال لها أين أكيلي فلم تدر ما يقول لها فأنشأ يقول (4) * أيا ابنة عبد الله وابنة مالك * ويا بنت ذي البردين والفرس الورد إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له * أكيلا فإني لست آكله وحدي أخا طارق (5) أو جار بيت فإنني * أخاف ملامات الأحاديث من بعدي وإني لعبد الضيف من (6) غير ذلة * وما في إلا ذاك من شيم العبد * فسمعه جار له وكان مبخلا فقال * لبيني وبين المرء قيس بن عاصم * بما قال بون في الفعال بعيد
(٤٢١)