أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (1) البغدادي نا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكمي (2) نا عون بن محمد حدثني حسين بن مخلد قال لقي أبو نواس يوما من الأيام حائكا فقال لأبي نواس يا سيدي تكون اليوم عندنا وتعلق به وحلف عليه فوعده بالرجوع إليه فمضى الحائك فلم يقصر في الاحتفال ثم أن أبا نواس صار إليه فإذا منزل طيب فأكل وشرب وكان الحائك يحب جارية قد أعجله حبها فقال لأبي نواس يا سيدي قل لي في حبي شعرا أسر به فقال له أبو نواس:
أحضرها لأنظر إليها فإن ذلك مما يزيد في وصفي لها فأحضرها فإذا هي أسمج من خلق الله سوداء دندانية يسيل لعابها على صدرها فحار أبو نواس في وصفها ولم يدر ما يقول فيها ثم قال ما اسمها قال تسنيم فأنشأ يقول أسهر ليلي حب تسنيم * جارية في الحسن كالبوم كأنما نكهتها كامخ * أو حزمة من حزم الثوم ضرطت من حبي لها ضرطة * أفزعت منها ملك الروم فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ويفرح ويقول شبهتها والله بملك الروم أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب (3)، أنا علي بن أبي علي البصري أنا محمد بن العباس الخزاز نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري نا أبو عمر أحمد بن محمد السوسنجردي (4)، حدثني ابن أبي الذيال المحدث بسر من رأى قال حضرت وليمة حضرها الجاحظ فسمعته يقول حضرت وليمة حضرها أبو نواس وعبد الصمد بن المعدل فسمعت عبد الصمد يقول لأبي نواس لقد أبدعت في قولك:
* جريت مع الصبا طلق الجموح * وهان علي مأثور القبيح * قال ابن الأنباري أنشدني أبي لأبي نواس (5):