رضوان صاحب الجنة ومنذ أصاب سافلة رمحه خاصرتي أصابني وجع شديد لا حراك بي له فعجل إيصال هذا المال ليزول هذا الوجع عني فقال الحسن فتعجبنا من ذلك وشكرنا الله سبحانه وتعالى وأصلحنا أمورنا ولم تطب أنفسنا بالمقام حتى لا يزورنا الأمير ولا يطلع الناس على أسرارنا فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم وانبساط جاه ويتصل ذلك بنوع من الرياء والسمعة وخرجنا تلك الليلة من مصر وأصبح كل واحد منا واحد عصره وفريد دهره في العلم والفضل فلما أصبح الأمير ابن طولون أتى المسجد لزيارتنا وطلبنا وأحس بخروجنا أمر بابتياع تلك المحلة بأسرها ووقفها على ذلك المسجد وعلى من ينزل به من الغرباء وأهل الفضل وطلبة العلم نفقة لهم حتى لا تختل أمورهم ولا يصيبهم من الخلل ما أصابنا و ذلك كله بقوة الدين وصفوة الاعتقاد والله سبحانه ولي التوفيق (1).
كان في الأصل في المواضع كلها طولون والصواب ابن طولون (2).
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله الحافظ قال الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن النعمان (3) بن عطاء الشيباني أبو العباس النسوي من قرية بالوز (4) وهي على ثلاثة (5) فراسخ من بلد نسا وهو محدث خراسان في عصره مقدم في الثبت والكثرة والرحلة والفهم والفقه والأدب تفقه عند أبي ثور إبراهيم بن خالد وكان يفتي على مذهبه وصنف المسند الكبير والجامع والمعجم وغير ذلك وهو رواية بخراسان لمصنفات الأئمة وذكر بعض من سمع منه ومن روى عنه أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا أنا