يسمع حبيب مشورته لأشرت عليه بأمر يجعل الله لنا وله نصرا وفرجا إن شاء الله فاستمع حبيب لقوله فقال أصحابه وما مشورتك قال كنت مشيرا عليه ينادي في الخيول فيقدمها ثم يرتحل بعسكره يتبع خيله فتوافيهم الخيل في جوف الليل وينشب القتال ويأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر فيظنون أن المدد قد جاءهم فيرعبهم الله فيهزمهم بالرعب فانصرف ونادى في الخيول فوجهها في ليلة مقمرة مطيرة فقال اللهم خل لنا قمرها واحبس عنا مطرها واحقن لي دماء أصحابي واكتبهم عندك شهداء قال سعيد فحبس الله تعالى عنهم مطرها وجلا لهم قمرها وأوقفهم (1) من السحر قال سعيد وتواعد عتبة بن جحدم والجلندح العبسي حجرة موريان أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو نصر بن قتادة أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أحمد بن نجدة نبأنا الحسن بن الربيع نبأنا عبد الله بن المبارك عن ابن أبي ذئب قال بلغنا أن حبيب بن مسلمة غزا الروم فأخذوا رجلا فاتهموه فأخبرهم أنه عين فقال هذا ملك الروم في الناس وراءهم الخيل فقال لأصحابه شيروا علي فقال بعضهم نرى أن تقيم حتى تلحق بك الناس وكانوا منقطعين وقال بعضهم نرى أن ترجع إلى نيترا (2) ولا تقدم على هؤلاء فإنه لا طاقة لنا بهم قال أما أنا فأعطي الله عهدا لا أخنس به لأخالطنهم فلما ارتفع النهار إذا هو بهم (3) والأرض فحمل وحمل أصحابه وانهزم العدو وأصابوا غنائم كثيرة فلحق الناس الذين لم يحضروا القتال فقالوا نحن شركاؤهم في الغنيمة وقال الذين شهدوا القتال ليس لكم نصيب معنا لأنكم لم تحضروا القتال وقال عبد الله بن الزبير وكان ممن حضر مع حبيب ليس لكم نصيب فكتب بذلك إلى معاوية فكتب أن أقسم بينهم كلهم قال وأظن معاوية كان كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فكتب بذلك عمر وقال الشاعر إن حبيبا بئس ما يواسي * وابن الزبير ذاهب الاقتناس ليسوا بأنجاد ولا أكياس * ولا رقيقا بأمور الناس *
(٧٥)