إبراهيم بن يوسف عن شيخ بصري عن عبد الواحد بن زيد قال كان (1) في حبيب العجمي خصلتان من خصال الأنبياء النصيحة والرحمة انتهى قال أبو يحيى هذا الشيخ أبو علي التياس أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا طراد بن محمد بن علي أنبأنا علي بن محمد بن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد أنبأنا داود بن المجبر نبأنا عبد الواحد بن زيد قال كنا عند مالك بن دينار ومعنا محمد بن واسع وحبيب بن محمد فجاء رجل فكلم مالكا فأغلظ له في قسمة قسمها وقال وضعتها في غير حقها وتتبعت بها أهل مجلسك ومن يغشاك لتكثر غاشيتك وتصرف وجوه الناس إليك قال فبكى مالك وقال والله ما أردت هذا قال بلى والله لقد أردته فجعل مالك يبكي وقال والله ما أردت قال بلى والله لقد أردته فجعل يبكي مالك والرجل يغلظ له فلما كثر ذلك عليهم رفع حبيب يديه إلى السماء ثم قال اللهم إن هذا قد شغلنا عن ذكرك فأرحنا منه كيف شئت قال فسقط والله الرجل على وجهه ميتا فحمل إلى أهله على سرير وكان يقال إن أبا محمد مستجاب الدعوة انتهى قال وحدثني أبو إسحاق الآدمي قال سمعت مسلم بن إبراهيم قال سمعت الحسن بن أبي جعفر قال مر الأمير يوما فصاحوا الطريق ففرج الناس وبقيت عجوز كبيرة لا تقدر أن تمشي فجاء بعض الجلاوزة (2) فضربها بسوط ضربة فقال حبيب أبو محمد اللهم اقطع يده فما لبثنا إلا ثلاثا حتى مر بالرجل قد أخذ في سرقة فقطعت يده انتهى قال وحدثني أبو إسحاق قال سمعت مسلما أن رجلا أتى حبيبا أبا محمد فقال إن لي عليك ثلاثمائة درهم قال من أين صارت لك علي قال لي عليك ثلاثمائة درهم قال حبيب اذهب إلى غد فلما كان من الليل توضأ وصلى وقال اللهم إن كان صادقا فأد إليه وإن كان كاذبا فابتله في يده قال فجئ بالرجل من غد قد حمل وقد ضرب شقه الفالج فقال ما لك قال أنا الذي جئتك أمس لم يكن لي عليك شئ وإنما قلت لتستحي من الناس فتعطيني فقال له تعود قال لا قال
(٥٠)