يوما فجاءت امرأة فقالت له يا أبا محمد نان نيست مارا (1) فقال لها كم لك من العيال فقالت كذا وكذا فقام حبيب إلى وضوئه فتوضأ ثم جاء إلى مصلاه فصلى بخضوع وسكون فلما فرغ حبيب قال يا رب إن الناس يحسنون ظنهم بي وذلك من سترك علي فلا تخلف ظنهم بي ثم رفع حصيره فإذا بخمسين درهما طازجة فأعطاها إياها ثم قال يا حماد اكتم علي ما رأيت حياتي انتهى أنبأنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن الشاعر عن أبيه أبي علي الفقيه أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد نبأنا عبيد الله بن عثمان نبأنا علي بن محمد المصري نبأنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس نبأنا محمد بن يحيى الأزدي نبأنا جعفر بن أبي جعفر الرازي حدثني أبو جعفر السائح قال كان حبيب رجلا تاجرا يعير الدراهم فمر ذات يوم بصبيان يلعبون فقال بعضهم قد جاء آكل الربا فنكس رأسه وقال يا رب أفشيت سري إلى الصبيان فرجع فلبس مدرعة من شعر وغل يده ووضع ماله بين يديه وجعل يقول يا رب إني أشتري نفسي منك بهذا المال فاعتقني فلما أصبح تصدق بالمال كله وأخذ في العبادة فلم ير إلا صائما أو قائما أو ذاكرا أو مصليا فمر ذات يوم بأولئك الصبيان الذين كانوا يعيرونه بأكل الربا فلما نظروا إلى حبيب قال بعضهم لبعض اسكتوا فقد جاء حبيب العابد فبكى وقال يا رب أنت تحمد مرة وتذم مرة فكل من عندك فبلغ من فضله أنه كان يقال إنه مستجاب الدعوة وأتاه الحسن هاربا من الحجاج فقال يا أبا محمد احفظني من الشرط على إثري فقال استحييت لك يا أبا سعيد ليس بينك وبين ربك الثقة ما تدعو فيسترك من هؤلاء ادخل البيت فدخل ودخل (2) الشرط على أثره فقالوا يا أبا محمد دخل الحسن من ها هنا قال بيتي فأدخلوا فدخلوا فلم يروا الحسن في البيت فذكروا ذلك للحجاج فقال بلى كان في بيته ولكن الله تعالى طمس على أعينكم فلم تروه انتهى كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي عنه نبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا أبو عمرو
(٤٨)