يتخوف لها عاقبة قال فحدثا عند الوليد وخرجا فالقى لهما وسادة في الجبل وفي القصر وقام الحجاج ينظر إلى الغوطة قال واستحييت أن اجلس فقمت معه فقلت يا أبا محمد أرأيت هذه الدماء الذي أصبت هل يحيك في نفسك منها شئ أو تتخوف لها عاقبة قال فجمع يده فضرب بها صدري ثم قال يا غاز ارتبت في امرك أو شككت في طاعتك والله ما أود أن لي لبنان وسنير (1) ذهبا مقطعا أنفقهما في سبيل الله عز وجل مكان ما أبلاني الله تعالى من الطاعة انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد نبأنا قطن نبأنا جعفر يعني ابن سليمان حدثنا عوف قال خرجت يوم عيد فقلت لأسمعن اليوم خطبة الحجاج فجئت فجلست على الدكان وجاء الحجاج يتمايل حتى صعد المنبر فتكلم وكان إذا أكثر وضع يده على فيه حتى يفهمنا كلامه ثم قال يا أهل الشام انكم حاججتم الناس ففلجتم عليهم بالسيف وان حكم الدنيا والآخرة فيكم واحد وهو عدل لا يجور فكما فلجتم عليهم في الدنيا كذلك تفلجون عليهم في الآخرة ثم قال من كان سائلا عن هذا الخليفة فليسأل الله عنه كان لا يشاقه أحد ولا ينازعه إلا اتي برأسه وهو على فراشه مع أهله وولده فمن كان سائلا عنه أحدا من الناس فليسأل الله عز وجل عنه تزعمون يا أهل العراق أن خير السماء قد انقطع عن أمير المؤمنين وكذبتم والله يا أهل العراق والله ما انقطع خبر السماء عنه أن عنده منه كذا وعنده منه كذا انتهى أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي قالا أنبأنا أبو علي علي بن أحمد أنبأنا أبو علي بن القاسم بن جعفر أنبأنا أبو علي بن المولى أنبأنا أبو داود سليمان بن الأشعث نبأنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني نبأنا جرير حينئذ قال ونبأنا زهير بن حرب نبأنا جرير عن المغيرة عن بزيغ بن خالد الضبي قال سمعت الحجاج يخطب فقال في خطبته رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله فقلت في نفسي لله علي أن لا أصلي خلفك صلاة أبدا وان وجدت قوما يجاهدونك لأجاهدنك معهم زاد إسحاق
(١٥٨)