ترى الثقلين والجن والإنس * أصبحتا على ما قضى الحجاج حين يقول * أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وقال اروه عني وناولني إياه أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين أنبأنا المعافا بن زكريا القاضي (1) نبأنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي أخبرني أحمد بن عبيد عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي قال بلغني أنه كان رجل من بني حنيفة يقال له جحدر بن مالك فتاكا شجاعا قد أغار على أهل حجر (2) وناحيتها فبلغ ذلك الحجاج بن يوسف فكتب إلى عامله باليمامة يوبخه بتلاعب جحدر به ويأمره بالإجهاد (3) في طلبه والتجرد في أمره فلما وصل الكتاب إليه أرسل إلى فتية من بني يربوع من بني حنظلة فجعل لهم جعلا عظيما إن هم قتلوا جحدرا أو أتوا به أسيرا فانطلق الفتية حتى إذا كانوا قريبا منه أرسلوا إليه إنهم يريدون الاستماع إليه والتحرز به فاطمأن إليهم ووثق بهم فلما أصابوا منه غرة شدوه كتافا وقدموا به على العامل فوجه به معهم إلى الحجاج وكتب يثني عليهم خيرا فلما أدخل على الحجاج قال له من أنت قال أنا جحدر بن مالك قال ما حملك على ما كان منك قال جرأة الجنان وجفاء السلطان وكلب الزمان فقال له الحجاج قال وما الذي بلغ منك فيجترئ جنانك ويجفوك سلطانك ويكلب زمانك قال لو بلاني الأمير أكرمه الله لوجدني من صالح الأعوان وبهم الفرسان ولوجدني من أنصح رعيته وذلك أني ما لقيت فارسا قط إلا كنت عليه في نفسي مقتدرا قال له الحجاج إنا قاذفون بك في حائر (4) فيه أسد عاقر ضار فإن هو قتلك كفانا مؤونتك وإن أنت قتلته خلينا سبيلك قال أصلح الله الأمير عظمت المنة وأعطيت المنية وقويت (5) المحنة فقال الحجاج فإنا لسنا بتاركيك لتقاتله إلا وأنت مكبل بالحديد فأمر به الحجاج فغلت يمينه إلى عنقه وأرسل به إلى السجن فقال جحدر لبعض من يخرج إلى اليمامة تحمل عني شعرا وأنشأ يقول *
(١٤٨)