ومات في رجب سنة أربع وستين حتى ولي هشام بن عبد الملك فسأله أهل قرية حرستا (1) شرب شفاههم وماء لمسجدهم فكلم فاطمة ابنة عاتكة ابنة يزيد في ذلك فأجابته على أنه احتفر نهرا صغيرا يجري إلى مسجدهم للشرب لا لغيره وفتح الحجر الذي يمر منه الماء بقرية حرستا فترا في (2) فتر مستدير يجري لهم من الأرض على مقدار شبر من ارتفاع بطن النهر وسأله عبد العزيز مولى هشام أن يجري له شيئا يسقي ضيعته فأجابه بعد أن سأل في أمره يوم الأربعاء وصيرت له ماصية فتحها شبر في (3) أصغر من شبر ثم سأله خالد على أن يسقي ضيعته فأجابه إلى يوم الخميس فهيئت عليه ماصية كحكاية هذه الماصية وأقام رجل من أهل دمشق يقال له جرجة بن قعرا عند سليمان بن عبد الملك شاهدين يشهدان له في النهر قناة تجري إلى حمام له يديره وزعم أنها كانت عجمية فسجل له سليمان بذلك سجلا وهي رطل من الماء يجري في سيلون في ديره وقل الماء في ولاية سليمان بن عبد الملك حتى لم يبق في بردا إلا شئ يسير فشكوا ذلك إلى سليمان فأرسل سليمان (4) عبيد بن أسلم مولاه إلى أصل العين لكرايتها فدخلوا لكرايتها فبينما هم كذلك إذا هم بباب من حديد مشبك يخرج (5) الماء من كوى فيه يسمعون داخلها صوت ماء كثير ويسمعون صوت اضطراب السمك فيها فكتبوا (6) إلى سليمان بذلك فأمرهم أن لا يحركوا شيئا وأن يكروا (7) بين يديه فأكروا
(٣٧٠)