تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ٢٥٣
قال تمام وأنبأنا يحيى بن عبد الله أنبأنا عبد الرحيم (1) بن أحمد المازني أنبأنا ابن المعلى أخبرني أحمد بن أبي العباس أنبأنا ضمرة عن علي بن أبي حملة (2) قال كان موضع مسجد دمشق كنيسة من كنائس العجم فكان المسلمون يصلون في ناحية منها والنصارى في ناحية منها فلم يزالوا كذلك منذ فتحت حتى ولي الوليد بن عبد الملك فقال لهم هل لكم (3) أن تأخذ نصف (4) هذه الكنيسة فنبني لكم كنيسة حيث شئتم (5) من دمشق فأبوا فهجم عليهم فهدمها وبناها مسجدا فسألوه أن يعطيهم ما دعاهم إليه فأبى قال ابن المعلى وأخبرني معاوية يعني ابن صالح أنبأنا سليمان بن عبد الرحمن نا (6) خالد بن يزيد بن أبي مالك أنه حدثه عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك أرسل إليه حين أراد أن ينقض الكنيسة ويبني المسجد فأتاه النصارى فقالوا كنيستنا لا تهدمها قال فإني أتركها وأهدم كنيسة توما وأبني المسجد فيها لأنها لم تكن في العهد فلما رأوا ذلك قالوا إنا نتركها لكم وتدع لنا كنيسة توما قال فصعد الوليد وصعدنا معه فكان أول من ضرب بفأس في هدمها الوليد ثم هدم الناس بعده فأراد أن يبني المسجد ضطوانات (7) إلى الكوى يعني الطاقات فدخل بعض البنائين فقال لا ينبغي أن يبنى كذا ولكن ينبغي أن يبنى فيه قناطر وتعقدان (8) بعضها إلى بعض ثم تجعل أساطين ويجعل عمد ويجعل فوق العمد قناطر تحمل السقف وتخف عن العمد البناء ويجعل بين كل عمودين ركن قال فبني كذلك قال ابن المعلى وأخبرني معاوية حدثني محمد بن سهم أن الوليد بن مسلم

(1) بالأصل وخع: " عبد الرحمن " والمثبت عن الأنساب، والمازني هذه النسب إلى مازن أحد أجداد.
(2) ضبطت بفتحتين عن التبصير 1 / 266.
(3) الزيادة عن خع، وفي المطبوعة: أري.
(4) في لأصل وخع: " نفض ".
(5) الزيادة عن خع.
(6) زيادة اقتضاها السياق.
(7) الأصل وخع وفي مختصر ابن منظور: استطوانات.
(8) الأصل وخع وفي المختصر: وأن تعقد.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410