تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ١٠٦
وعمرا على مجنبتيه وعلى الخيل ضرار وعلى الرجل (1) عياض وكرهوا أن يصمدوا لهرقل وخلفهم ثمانون ألفا وعلموا أن بإزاء فحل جند الروم وإليهم ينظرون وأن الشام بعدهم سلم فلما انتهوا إلى أبي الأعور عوموه (2) إلى طبرية فحاصروهم ونزلوا على فحل من الأردن وقد كان أهل فحل حين نزل بهم أبو الأعور تركوه وأرزوا إلى بيسان (3) فنزل شرحبيل بالناس فحلا والروم ببيسان وبينهم وبين المسلمين تلك المياه والأوحال وكتبوا إلى عمر بالخبر وهم يحدثون أنفسهم بالمقام ولا يريدون أن يريموا عن فحل حتى يرجع جواب كتابهم من عند عمر ولا يستطيعون الإقدام على عدوهم في مكانهم لما دونهم من الأوحال وكانت العرب تسمي تلك الغزاة فحل وذات الردغة (4) وبيسان وأصاب المسلمون من ريف الأردن أفضل ما ترك فيه المشركون مادتهم متواصلة وخصبهم رغد فاغترهم القوم وعلى الروم سقلار بن مخراق ورجوا أن يكونوا على غرة فأتوهم والمسلمون لا يأمنون مجيئهم فهم على حذر وكان شرحبيل لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبئة فلما هجموا على المسلمين فغافصوهم (5) لم يناظروهم فاقتتلوا بفحل كأشد قتال اقتتلوه قط ليلتهم ويومهم إلى الليل فأظلم عليهم الليل وقد حاروا فانهزموا وهم حيارى وقد أصيب رئيسهم سقلار بن مخراق والذي يليه فيهم نسطورس وظفر المسلمون أحسن ظفر وأهنأه وركبوهم وهم يرون على أنهم على قصد وجدد فوجدوهم حيارى (6) هرقل (7) لا يعرفون مأخذهم فأسلمتهم هزيمتهم وحيرتهم إلى الوحل فركبوه ولحق أوائل المسلمين بهم وقد وحلوا فركبوهم وما يمنعون يد لامس فوخزوهم بالرماح فكانت الهزيمة في فحل وكانت مقتلتهم في الرداغ فأصيب الثمانون ألفا لم يفلت إلا الشريد وكان الله عز وجل يصنع للمسلمين وهم كارهون النتوفة (8) فكان عونا لهم على

(1) عن الطبري ومختصر ابن منظور 1 / 201 وفي مطبوعة ابن عسار " الرحل ".
(2) في الطبري ومختصر ابن منظور، قدموه.
(3) بيسان: مدينة بالأردن بالغور الشامي (ياقوت).
(4) الردغة والردغة الجمع رداغ: الماء والطين والوحل الكثير الشديد (اللسان: ردغ).
(5) أي فاجأوهم وأخذوهم على غرة.
(6) إلى هنا ينتهي السقط من الأصل وخع.
(7) كذا بالأصل، واللفظة مقحمة ولم ترد في الطبري.
(8) كذا، وفي الطبري: كرهوا البقوق فكانت عونا.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410