شرح السير الكبير - السرخسي - ج ١ - الصفحة ٣٣
السرية اسم لعدد قليل يدخلون أرض الحرب. سموا سرية لانهم يسرون بالليل ويكمنون بالنهار. فكره الخروج معهم في الجهاد، وبين أنهم يجبنون فيفرون لقلة عددهم إذا حزبهم أمر، ويغلون إذا أصابوا شيئا، لانهم لا يصدرون عن رأى أمير مطاع فيهم. وهذا (1) مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم [فإنه قال] (2): " لا ينزلن في الخيل (3) النفل، يروى مخففا ومشددا، فإنهم إن يغنموا يلغوا وإن يقاتلوا يفروا ". والمراد به العدد القليل الذين يخرجون من دار الاسلام متلصصين من غير أمر الأمير. سماهم نفلا لان مقصودهم النفل وهو الغنيمة، أو لانهم يتنفلون في الخروج، فان الخروج إنما يلزمهم بأمر الإمام.
وأما الفسطاط المذكور في حديث معاذ فالمراد به الجيش العظيم. سمى فسطاطا وعسكرا لكثرة ما يستصحبونه من الفساطيط.
وفيه دليل على أنه ينبغي للغازي أن يختار الخروج مع هؤلاء لا مع أصحاب السرايا، لقوله عليه السلام: " يد الله مع الجماعة فمن شذ شذ من النار ".
28 - وذكر بعده حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث على الجهاد وبيان درجة الخارج للمبارزة بين الصفين.
وقد قدمنا في هذا الباب ما فيه كفاية.
29 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده! لوددت أن أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا، فأقتل ثم أحيا، فأقتل ثم أحيا (4)

(1) ط، ه‍ " وهو ".
(2) الزيادة من ط، ه‍.
(3) كذا في النسخ ب، أ، ط، وفى ه‍ " الجفل ".
(4) في ه‍، ط لا توجد ثم أحيا الأخيرة.
م - 3 السير الكبير
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»