ومراده من القصة الاستدلال بقوله جئت لأنصرك وأكثرك فان ذلك لم يكن أمانا منه.
367 - وذكر حديث يزيد بن رومان قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوم كعب بن الأشرف وإعلانه بالشر وقوله الاشعار، وكعب هذا من عظماء اليهود بيثرب، وهو المراد بالطاغوت المذكور في قوله تعالى (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) (1) وكان يستقصى في إظهار العداوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة بعد حرب بدر. وجعل يرثى قتلاهم، ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشعاره، ويحثهم على الانتقام. فمن ذلك القصيدة التي أولها:
طحنت رحا بدر لمهلك أهله * ولمثل بدر يستهل ويدمع فلما رجع إلى المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لي بابن الأشرف؟ فإنه قد آذاني. فقال محمد بن مسلمة: أنا لك يا رسول الله