وترك آخرين يلزمه ذكرهم ولم يبيض لهم وتراجم قد نقلها ثقة بمن تقدمه من غير كشف والصواب بخلافها، أخرى كان الوهم من قبله فيها ثم قد حدثت من بعده تراجم لها من أسماء المتقدمين ونسبهم ما يشبه بها. فاستخرت الله تعالى في جمع أبواب تشتمل على ما وصل إلى من ذلك وسطرتها على وضع كتابه وأتبعنا كل حرف بمتبه النسبة فيه مع ضيق الزمان وتعذر الامكان والاعتراف بالتقصير في هذا الشأن، ليتذكر بذلك من أحب أن يجمع كتابا في هذا الفن، ولو وجدنا بعض الطلبة المتيقظين قد نظر في هذا الباب وصرف الهمة إليه لاعتمدنا في ذلك عليه مع أنه لم يمنعنا أن نستكثر مما أوردناه إلا أنا وجدنا كثيرا من الأسماء التي يحتاج إليها بخط من لا يعتمد على ضبطه ولا تلوح آثار الاتقان في خطبه وإن كان من ثقات الرواة وممن يتهمه بالحفظ بعض الطلبة الغباة، فأخذنا ما وجدناه بخط الحفاظ مثل أبي نعيم الأصبهاني ومؤتمن بن أحمد الساجي ومحمد بن طاهر المقدسي وعبد الله ابن أحمد السمرقندي وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي وأبي طاهر أحمد بن محمد السلفي وأبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمذاني وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي وأبي القاسم علي بن عساكر الدمشقي وأبي موسى محمد بن عمر الأصبهاني وأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني وأبي عامر محمد بن سعدون العبدري ومن بعدهم من ثقات الطلبة المميزين والعلماء المبرزين، وما وجدناه بغير خط هؤلاء ومن أشبههم رفضناه ولم نلتفت إليه ولم نعتمد في هذا الباب عليه، مع أن
(مقدمة المصحح ٥٣)