الضعفاء الصغير - البخاري - الصفحة ١١
الصحابة. وقال أيضا: لو كان محمد بن إسماعيل في الصحابة لكان آية.
كان أبو عبد الله يرابط في الثغور ويحرص كل الحرص أن يواصل التدريب على الرماية. قال وراقة: وكان يركب إلى الرمي كثيرا، فما أعلم أني رايته في طول ما صحبته أخطأ سهمه الهدف الا مرتين، بل كان يصيب في كل ذلك ولا يسبق.
ولم تكن حياة أبي عبد الله سهلة ميسرة على ما يظن، فهو على جلالة قدره واعتراف الشيوخ له، وأخذهم عنه - وهو بعد لم تنبت في وجهه شعرة - قد سببت له كتب الرجال التي صنفها - في غالب الظن - كثيرا من العداءات التي لاقته في كل بلد رحل إليها، كما أن مكانته العلمية، وشدة إقبال الناس على مجالسه قد أججت عليه أحقادا كثيرة في صدور الشيوخ ونحيل القارئ في ذلك أي ما حدث بينه وبين الامام أيضا عودته إلى مسقط رأسه بخارى في أخريات حياته، حيث نصبت له القبات على فرسخ من البلد ولم يبق مذكور في بخارى الا خرج في استقباله ونثر عليه الدراهم والدنانير، وبقي مدة يحدث في مسجده وبيته فأرسل إليه أمير البلد خالد بن محمد الذهلي: أن احمل إلى كتاب الجامع والتاريخ لأسمع منك.
وهنا تشتد غضبة الامام وتثور كرامة العالم المعتز بما يحمله من أمانة دينية رفيعة، فيقول لرسول الأمير: قل له اني لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت له حاجة إلي شئ منه، فليحضر
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست